شماعو: من يعمل في السياسة يعلم أنها بنت كلب
استغرب المحامي بهيئة الرباط، محمد شماعو، استناد محامي حزب التجمع الوطني للأحرار إلى عبارة “السياسة بنت كلب” ضمن إحدى تدوينات الصحافية حنان بكور لادعاء وجود إساءة للحزب ولممثلته على رأس مجلس جهة كلميم واد نون. وقال شماعو إن من يشتغل في السياسة “يعلم أنها بنت كلب، فلماذا سيتحسس من ذلك أي شخص؟”.
وتساءل شماعو عن علاقة حزب التجمع الوطني للأحرار بالتدوينات التي تتابع بها حنان بكور، لكون هذه الأخيرة أشارت في بعض المقاطع إلى حزبي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لكون الراحل عبد الوهاب بلفقيه كان قد انتمى إليهما، ولم تشر إلى حزب التجمع إلا في المقاطع التي نقلت فيها خبر فوز مرشحته امباركة بوعيدة برئاسة جهة كلميم واد نون.
وأوضح شماعو أن بعض المقتطفات المتجزأة من تدوينات حنان بكور يُراد لها أن توضع في سياق خارج عن نطاق زمنها الحقيقي، “وإذا بحثنا عن التجريم فإننا سنقوم بتجريم الشعب كله بناء على تعبيراته في الشبكات الاجتماعية”.
وقال شماعو تعقيبا على مرافعات النيابة العامة ومحمد الهيني، ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار، “لقد سمعنا أشياء لم نقرأها في التدوينات”، في إشارة منه إلى تأويلات رددها الهيني بينما لم ترد في أي من التدوينات التي نشرتها حنان بكور عبر حسابها في فيسبوك.
وأوضح شماعو أن وثائق الملف وأطوار المحاكمة “تجعلنا أمام وقائع أريد لها أن تكون بحجم فيل يراد إدخاله في ثلاجة”، مشددا على أن شكاية حزب الحمامة تنطوي على تأويلات وقراءات وليس وقائع ثابتة.
وخاطب شماعو المحكمة قائلا إن “الكاتب والشاعر عبد الرفيع الجواهري كان يكتب عموده في أيام وزير الداخلية الراحل إدريس البصري، ويصفه فيها ب”بوقرفادة” دون أن يعمد البصري إلى متابعته، بينما تتم متابعة حنان بكور دون أن توجه أي وصف عن حزب الأحرار أو مرشحته”.
وشدد شماعو في مرافعته على أن من يقدم نفسه للمجتمع كمعني بالسياسة، “فإن حتى صوره الحميمية لا تصبح حياة خاصة، وعندما نتحدث عن الحياة الخاصة فهذا يهم الأشخاص لا الهيئات، وهي التي يطالها التشهير”.
واستنكر اشماعو تضارب الشكاية الأصلية المقدمة ضد حنان بكور، والتي كانت تتحدث باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، لتقوم النيابة العامة بتكييف المتابعة على أنها مساس بحقوق امباركة بوعيدة، “وممثل الحزب قال إن بوعيدة تضررت ومن ضررها تضرر الحزب، فأي قالب قانوني يستوعب هذا؟ هذا خرق لكل الموروث القانوني المغربي، والمفروض أن نكون اليوم أمام متابعة مئات الأشخاص الذين تحدثوا عما وقع”، في إشارة منه إلى الوفاة المأساوية لعبد الوهاب بلفقيه.
المحامي بهيئة الرباط خاطب المحكمة بالقول: “لا نريد أن نكون أمام واقعة ستمس مستقبلا كل الحقوق والحريات، كل قادة الأحزاب السياسية معرضين للسخرية والكاريكاتور والنقد، بل وحتى جلالة الملك يطاله التعليق لكنه يترفع عن متابعة من يتطرق إليه انطلاقا من نفَسِه الحقوقي”.
وخلص شماعو إلى أن ملف المحاكمة إذا تمت ترجمته ووضعه أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي أصبح المغرب رئيسا له، “لقال إننا أمام دولة ثالثية”.
