وزير الخارجية الموريتاني يزور المغرب وأربع ملفات عالقة بين البلدين
يستعد وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق لزيارة المغرب في نهاية جولة مغاربية قادته نحو الجزائر وليبيا وتونس، ليلتقي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة صباح غد الإثنين 22 يناير 2024.
وخلال زيارته للدول المغاربية الثلاث هذا الأسبوع، حمل ولد مرزوك رسائل شفهية من الرئيس محمد ولد الغزواني لقادتها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، والتي قالت إنها تتعلق بعلاقات التعاون وقضايا إقليمية وعربية.
في المقابل، فإن زيارة ولد مرزوك للمغرب تأتي في ظل إثارة ملفين أساسيين، الأول يتعلق بالصحراء المغربية، والثاني بالتبادل الاقتصادي بين البلدين.
التنقيب في الصحراء
يزور ولد مرزوك المغرب في ظل نقاش داخل موريتانيا، بعد تولي حوادث مقتل المنقبين الموريتانيين عن الذهب في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، آخرها عندما تعرض أربعة منقبين يحملون الجنسية الموريتانية للقصف في حادث بداية يناير الجاري.
وخرجت الحكومة الموريتانية مجددا خلال هذا الأسبوع، لتحذير المنقبين الموريتانيين عن الذهب من دخول المنطقة العازلة بالصحراء، بعد توالي حوادث قتلهم.
وقال وزير الداخلية واللامركزية محمد أحمد ولد محمد الأمين إن تجاوز المنقبين عن الذهب التقليدي حدود البلاد، والتنقيب خارجها يعرض حياتهم للخطر، مشيرا إلى أن المناطق الحدودية التي يُمارس فيها هؤلاء هذه المهنة حساسة أمنيا.
أزمة التصدير
ومن بين القضايا التي أثيرت في العلاقة بين البلدين مؤخرا، لجوء الحكومة الموريتانية لرفع الرسوم الجمركية على الخضروات المستوردة من المغرب مع بداية العام الجديد 2024، تنفيذا لمخطط قديم بدأت الإعداد له منذ أزيد من سنتين، وسط غضب داخلي في موريتانيا، وتوجس المصدرين المغاربة.
وبموجب القرار الجديد ارتفع تخليص التعرفة الجمركية بالنسبة لحمولة الشاحنة الصغيرة من الخضروات إلى ما يقارب الضعف، أما الشاحنة الكبيرة من الخضروات فقد تضاعفت تعريفتها الجمركية إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف.
وفي حديث سابق لـ”صوت المغرب”، اعتبر مسؤولون في جمعيات للمصدرين المغاربة، أن القرار الموريتاني قد تكون خلفياته سياسية أكبر من اقتصادية، لأنه كان من الممكن الرفع من الضرائب بنسبة معقولة لحماية المنتوج الموريتاني، أما مضاعفتها بهذا يعني “منعا ضمنيا لدخول المنتوج المغربي للسوق الموريتانية” حسب أحدهم.
التوازن الصعب
ومع وصول الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني للسلطة في موريتانيا، يقر المسؤولون في البلدين بتسجيل تقدم كبير في العلاقات مع المغرب، وسط تأكيد موريتانيا على سعيها لتحقيق توازن في علاقاتها مع المغرب والجزائر على حد سواء، غير أنه حياد يبدو صعبا.
وبالتزامن مع أزمة تضريب الصادرات المغربية، أعلنت الجارة الجزائر عن عزمها افتتاح منطقة للتبادل والتجارة الحرة في ولاية تندوف جنوب غرب البلاد، قرب الحدود مع موريتانيا، خلال السداسي الأول من عام 2024، وفق ما أعلنه رئيس الحكومة نذير العرباوي قبل أيام خلال زيارة عمل إلى المنطقة لمعاينة مشاريع اقتصادية.
وستسمح هذه المنطقة بتسويق المنتجات والسلع الجزائرية وتسهيل وصولها إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، كما ستسمح لموريتانيا بتسويق سلعها في الجزائر.
وفي السياق ذاته، نشطت الجزائر الخط البحري مع موريتانيا، والذي أطلق قبل أزيد من سنة، حيث اعلن مصدر رسمي جزائري هذا الأسبوع أن شحنة من البصل الأحمر هي الآن فى طريقها إلى ميناء عاصمة موريتانيا انواكشوط.
الإعلان الجزائري عن تصدير شحنة البصل الأحمر إلى موريتانيا، يأتى بعد مرور أشهر من انقطاع التصدير عبر الخط البحري الذى افتتح بين الجزائر وموريتانيا فى 24 فبراير 2022 ولم يشهد هذا الخط التجاري البحري حتى الآن سوى عمليات تصدير محدودة ومتباعدة جدا.
ضغوط جزائرية
وبالتزامن مع هذه الزيارة، تحدثت وسائل إعلام موريتانية اليوم الأحد عن تحريك الجارة الجزائر لكل مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية إلى البرلمان لجذب موريتانيا ومنعها من الدخول فى تحالف” الساحل والأطلسي” الذى اقترحه المغرب في نهاية شهر دجنبر2023.
واستندت هذه المصادر على ما نشرته صحيفة “لاكروا” الفرنسية ، عندما فسرت دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لوزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، يوم الثلاثاء 16 يناير الجاري، بأنها محاولة للوقوف في وجه الدبلوماسية التجارية التى أسس لها المغرب فى اجتماع مراكش 23 دجنبر الماضي الذى شارك فيه وزراء خارجية بلدان الساحل (مالي، بوركينافاسو، النيجر، اتشاد) وقدموا ردودا إيجابية، على المبادرة الملكية المتعلقة بتسهيل وصول بلدانهم إلى المحيط الأطلسي، عبر ميناء الداخلة في إقليم الصحراء جنوب المغرب.
بعد مغادرة وزير خارجية موريتانيا الجزائر، أعلن عن وصول رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية محمد ولد مكت، فى زيارة جاءت تلبية لدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري وتم خلال الزيارة التوقيع على بروتوكول تعاون خاص بين المؤسستين.