story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

هل ستؤثر التعيينات الجديدة في حكومة أتال على علاقة المغرب بفرنسا؟

ص ص

بعد أيام قليلة عن تعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لغابرييل أتال رئيسا للحكومة الفرنسية، بعد استقالة رئيسة الحكومة السابقة إليزابيث بورن، تم مساء أمس الخميس 11يناير 2024 الإعلان عن التشكيلة الجديدة للحكومة الفرنسية، التي ضمت شخصيتين بمواقف متباينة تجاه العلاقات المغربية الفرنسية.

خصم المغرب

وقد أثار تعيين ستيفان سيجورنيه الذي قاد قبل سنة حملة ضد المغرب من داخل البرلمان الأوروبي، وزيرا للخارجية في حكومة غابريال آتال، جدلا بخصوص استمرار حالة الجمود التي دخلتها العلاقات المغربية الفرنسية منذ أزيد من سنتين.

وفي هذا السياق يرى ادريس لكريني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش في تعيين سيجورنييه استمرارا لحالة الأزمة الصامتة التي تعيشها العلاقات المغربية الفرنسية، مبرزا أن فرنسا لا زالت لم تستوعب الإشارات الايجابية للمغرب ورؤيته في شراكة متوازنة مبنية على الاحترام المتبادل.

وقال أستاذ العلاقات الدولية، “إن الحكومة الفرنسية الحالية تأتي في سياق دولي مرتبك وفي ظروف صعبة تطبع العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا وبالتالي يمكن القول إن مصير هذه العلاقة مرتبط أساسا بمراجعة فرنسا لحساباتها ولاستيعاب التطورات التي عرفها المغرب”.

شراكة متوازنة

وأضاف المتحدث أن فرنسا يجب عليها كذلك “احترام رؤية المغرب فيما يتعلق بإرساء شراكة متوازنة مبنية على الاحترام المتبادل وليس الشراكة الانتقائية، التي تريدها فرنسا”.

ويبدو أنه مع تعيين ستيفان سيجورنييه وزيرا للخارجية يظهر على أنه لم تبرز هناك إشارات يمكن اعتبارها إيجابية من جانب فرنسا يظهر استيعابها لرسائل المغرب، حسب ما يراه ادريس لكريني الذي أكد على أن هذا الوضع “ربما يجعلنا أمام استمرار لوضعية الأزمة الصامتة بين المغرب وفرنسا والتي تحتاج إلى نخب فرنسية تعي حجم العلاقات الإستراتيجية والتاريخية بين البلدين لتجاوز حجم الهدر الذي يمس هذه العلاقة”.

أخطاء الديبلوماسية الفرنسية

ويقول الأستاذ الجامعي أن أصل الازمة بين المغرب وفرنسا هو “امتداد لأخطاء الديبلوماسية الفرنسية ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية مع المغرب وإنما أيضا في الفضاء الأوروبي وفي عدد من الفضاءات الأخرى”.

وخلص المتحدث ذاته إلى أن فرنسا ما زالت “تقبع في موقع يطرح أكثر من سؤال فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، بالنظر للتوجه الذي اختارته السياسة الخارجية المغربية في السنوات الأخيرة التي أصبحت تتجه نحو إقرار علاقات متوازنة وشراكات بمنطق رابح- رابح، “ويبدو أن هذا الاختيار لم يرق فرنسا التي لازالت مستمرة في نهجها ومستمرة في رؤيتها لشركة من نوع آخر”، يضيف لكريني.

تعيين غير مؤثر

من جهته قال خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة إن تعيين وزير الخارجية الفرنسي الجديد ستيفان سيجورنييه، “لا يؤثر بشكل كبير على طبيعة العلاقة بين البلدين، باعتبار أن المغرب لا يهمه ما يجري داخل فرنسا كدولة مستقلة تقوم بما تراه مناسبا”.

وأضاف شيات “أن هذا الأمر قد يكون له تأثير بسيط على مستوى الخطاب وعلى مستويات متعددة، لكن المغرب لا يهمه من سيكون وزير الخارجية الفرنسي ولا يهمه ما يحدث في فرنسا كمنظومة داخلية مستقلة لديها كل الحق في أن تقوم بما تراه مناسبا”.

التاريخ المشترك

واعتبر الأستاذ الجامعي أن المغرب يهمه أكثر أن تكون علاقاته الثنائية مع فرنسا “في مستوى التاريخ المشترك بين البلدين، وأن يكون هناك تعاون مستمر في مجالات متعددة ذات طبيعة استراتيجية، مبني على أسس قائمة على الاحترام المتبادل واحترام القيم المشتركة واحترام الوحدة الوطنية للدول وهي أشياء أعتقد أن المغرب لا يطلبها أو يستجديها من النموذج الفرنسي”.

وخلص المتحدث إلى أن الحكومة الفرنسية الجديدة بصيغتها الحالية لا تحمل أي مستجد قد يؤثر على علاقة الرباط بباريس باستثناء وجود الجزائر كطرف ثالث مؤثر بشكل كبير في علاقات البلدين، “أعتقد ليس هناك مستجد في هذه المسائل، لكن ربما التوازنات العامة بين المغرب والجزائر قد تدفع فرنسا إلى أن تكون هناك توازنات أكثر في نسق العلاقات المستقبلية التي تجمع البلدين”.

ويعد ستيفان سيجورنيه الذي عين وزيرا للخارجية الفرنسية، أحد خصوم المغرب، الذي ظل يعاكس مصالحه الخارجية، خاصة حينما قاد السنة الماضية حملة بالبرلمان الأوروبي تنتقد تدهور حرية الرأي والتعبير بالمملكة، أقر بموجبها البرلمان الأوروبي في الـ 19 يناير عام 2023 توصية غير ملزمة للمغرب، تطالبه “باحترام حرية التعبير وحرية الإعلام”، و”ضمان محاكمات عادلة لصحافيين معتقلين”.

تعزيز العلاقات الثنائية

وفي السياق عين رئيس الوزراء الفرنسي الفرنسية من أصول مغربية رشيدة داتي التي حملت حقيبة العدل في عهد نيكولا ساركوزي، وزيرة للثقافة.

وتعد داتي ذات الأصول المغربية أحد الأطراف السياسية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لفائدة أقاليمه الجنوبية، وهي التي ما فتئت تدعو إلى تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية وإيقاف حالة الجمود التي دخلتها العلاقات بين البلدين منذ أزيد من سنتين.

وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية قد رافقت، في 4 ماي 2023، رئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، إلى المغرب، حيث دعا السياسيان الفرنسيان حينها إلى تطوير الشراكة بين فرنسا والمغرب.

تعيين يغضب الجمهوريين

لكن من جانب آخر أثار تعيين داتي في وزارة الثقافة، غضب حزب الجمهوريين اليميني الذي أعلن رئيسه إريك سيوتي استبعادها من صفوفه قائلا إنها: “وضعت نفسها خارج عائلتنا السياسية”، مضيفا في بيان له: “نحن في المعارضة، لذلك نأسف لعواقب اختيارها”.

وتعد رشيدة داتي التي ولدت في 27 نونبر 1965 بمدينة سان ريمي الفرنسية، لأب مغربي وأم جزائرية. أول شخصية سياسية ولدت لأبوين مهاجرين من شمال إفريقيا تشغل وزارة سيادية في حكومة فرنسية، هي وزارة العدل.