مآل تكوين طلبة الطب يجر انتقادات على ميراوي
في وقت يستمر فيه طلبة الطب والصيدلة في الاحتجاج ضد عدم تفاعل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مع مطالبهم المتعلقة أساسا “بضعف التكوين والتأطير، وعدم وضوح مرامي القرار المتعلق بخفض سنوات الدراسة”، انتقد نواب برلمانيون التعامل مع هذا الملف.
وأثار نواب برلمانيون عن الفريق الاستقلالي للوحدة التعادلية سؤال مآل إصلاح منظومة تكوين الأطباء في جلسة الأسئلة الشفهية اليوم الاثنين 8 يناير 2024 أمام وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي.
وساءل النائب البرلماني عبد الإله أمهدي وزير التعليم العالي بشأن جودة التعديل الذي طال منظومة تكوين الأطباء بخفضها من سبع سنوات إلى ست سنوات مطالبا بفتح نقاش بناء في هذا الصدد مع جميع المتدخلين قائلا إن:”منظومة التعليم والتكوين تشهد تغيرا كبيرا في ظل الرقمنة والذكاء الاصطناعي”.
وهي نفس الفكرة التي طرحها النائب البرلماني عن نفس الفريق علال عمروي حيث أكد أنه “كان منتظرا من هذا الإصلاح الطبي أن يكون واسعا وشاملا يتمشى مع التطورات”، مضيفا أنه “لا ينبغي الاقتصار على التقليص من عدد سنوات التكوين فحسب”.
وانتقد النائب البرلماني ما أسماه “تأخرا كبيرا في الإعلان عن الخطوط العريضة لمسار إصلاح التكوين الطبي” هذا التأخر في نظر المتحدث ذاته جعل “الضبابية تلف مسار التكوين ما خلق حالة تذمر عارمة بشأنه”.
وفي معرض إجابته عن أسئلة النواب البرلمانيين اعتبر وزير التعليم العالي والابتكار عبد اللطيف ميراوي أن مسؤولية إصلاح منظومة التكوين الطبية لا تقع على عاتق وزارته وحدها بل تدخل فيها أيضا وزارة الصحة والحماية الاجتماعية.
وقال في هذا الصدد إن “هنالك نقاشا كبيرا بين الوزارتين بهذا الخصوص نظرا لما يطرحه من تحديات كبرى خاصة في الشق المتعلق بالميزانية” ودافع عن الإصلاح الذي طال منظومة التكوين الطبي مؤكدا أن “الأمر لا يتعلق فقط بخفض عدد سنوات التكوين بل يتعلق بإصلاحات أخرى جوهرية”.
وبرر قرار التقليص مستحضرا نماذج أجنبية تعتمد نفس المنظومة وقال إن” ألمانيا التي تستفيد من هجرة أطبائنا تعتمد ست سنوات في تكوين أطبائها بينما تعتمد إيرلندا خمس سنوات..” مشيرا إلى أن “التقليص بات ضرورة بيداغوجية”.
وخارج أسوار البرلمان يواصل طلبة كليات الطب والصيدلة، اليوم الاثنين، خوض وقفات احتجاجية محلية. كما أعلنوا استمرارهم في مقاطعة الامتحانات، التي انطلقت يوم 14 دجنبر المنصرم؛ بينما لم يُسفر الحوار بينهم وبين الوزارتين الوصيتين سوى عن محضر اتفاق تضمن عددا من الوعود، التي لم يقتنع بها طلبة الطب والصيدلة.
وخاض هؤلاء الطلبة خلال الأشهر الماضية وقفات احتجاجية محلية وإنزالا وطنيا بالرباط؛ اضطرت معها الوزارتان المعنيتان بالجلوس معهم إلى طاولة الحوار، غير أن “الحلول المُقترحة كانت ترقيعية” في نظر الطلبة.