وليد والطبيب!
رحل الفريق الوطني المغربي إلى الكوت ديفوار و في حصيلة الأيام الأولى لمعسكره بالمعمورة سُجلت بعض الإصابات ” الخفيفة ” التي جاء بها العميد غانم سايس و نايف أكرد و حكيم زياش من أنديتهم ، فيما غاب نصير مزراوي عن المعسكر لحد هذه اللحظة بسبب بقائه تحت المراقبة الطبية لناديه بايرن ميونيخ ، و من المنتظر أن يلتحق ببعثة المنتخب الوطني مباشرة إلى سان بيدرو.
التغيير الذي حدث على رأس الطاقم الطبي للفريق الوطني لم يثر كثيرا من الإنتباه ، أعفي الدكتور عبد الرزاق هيفتي الذي مكث في نفس المنصب قرابة عشرين سنة ، و عوضه الفرنسي الشهير كريستوف بودو الذي اشتغل مع أندية ليون و مارسيليا و باريس سان جيرمان و أيضا المنتخب الفرنسي للريكبي .
بدون البحث في أسباب هذا التغيير ، فالطب الرياضي في العالم عرف تطورا رهيبا خلال السنوات الأخيرة و ساهمت التكنولوجيا في ابتكار آلات فعالة في تشخيص الإصابات و الأعطاب على مستوى العضلات و العظام ، و في قياس آداء الجهاز التنفسي و القلب و الشرايين ، و في العمليات الجراحية التقويمية و في الإستشفاء و الترويض .
كفاءة الطاقم الطبي في عالم الرياضة اليوم ، أصبحت عاملا حاسما في حسم نتائج الأندية و المنتخبات في الفترة التي تجرى فيها المباريات عالية المستوى في تواريخ متقاربة ، خصوصا في البطولات المجمعة ككأس العالم و الكؤوس القارية للأمم ، حيث تكثر الإصابات العضلية و تسجل حالات إنهاك بدني تتطلب مجهودا مدروسا بدقة كبيرة لعلاجها في أقصر مدة ممكنة و استرجاع الطراوة البدنية لمواصلة بقية الأدوار بالتشكيلة الكاملة .
في مونديال قطر ، كان هناك شعور ب ” الشمتة ” لدى الجمهور المغربي بسبب العدد الكبير من الإصابات التي وصلنا بها إلى نصف النهاية أمام فرنسا و كذلك بعض الغضب الصامت على وليد الرݣراݣي بسبب إقحامه الغريب لرومان سايس في مباراة مصيرية و هو يعرج بشكل واضح ، و لازال الكثيرون يعتقدون أنه لو لعبنا ضدها بالتشكيلة التي افتتحنا بها المونديال أمام كرواتيا ، لكان هناك كلام آخر ، و أيضا لو توفرت التجربة في مجاراة مباريات المونديال بدنيا و طبيا مثل المنتخبات الكبيرة ، لذهبنا أبعد في إنجازنا التاريخي .
في كأس إفريقيا من المفترض أن يكون وليد الرݣراݣي قد أخذ العبرة من مونديال قطر ، و لديه الآن طبيب رياضي مشهود له بالكفاءة في مجاله ، إذ من غير المقبول أن نرى مرة أخرى لاعبينا يدخلون إلى المباريات بعد حقنهم بالمسكنات ، أو لاعبا يجري برجل واحدة في بداية المواجهة. و من المفروض أن اللاعبين الذين سيخوضون المباريات ، أن يكونوا في أتم جاهزيتهم البدنية و النفسية ، و أي أحد لديه نسبة شك ضئيلة في جاهزيته عليه أن يصعد إلى المدرجات .
وليد الرݣراݣي لديه الآن بدائل في كرسي الإحتياط أفضل مما توفر لديه في مونديال قطر ، و تعزز المنتخب الوطني خلال المدة الأخيرة بلاعبين لديهم إمكانيات تقنية وفنية وبدنية هائلة ، و لم يعد له مبرر في إقحام لاعبين معطوبين في التشكيلة الأساسية ، تحت ذريعة أن ليس هناك بديل لهم .