مصر تشارك في عملية تهريب مواطنين أمريكيين خارج غزة
ـ نبيل حانة عن وكالة ”أسوسييشد برس”
قامت مصر بالاشتراك مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة في تنفيذ عملية عسكرية استخباراتية سرية لإخراج أم وعم أحد الجنود الأمريكيين، ظلاّ عالقين داخل غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، والذي اندلع عقب عملية ”طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي.
وأكد مسؤول رسمي في الحكومة الأمريكية، أمس الخميس، فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديثه مع وكالة ”أسوشييتد برس” أن مصر قامت بالتنسيق مع إسرائيل والولايات والمتحدة من أجل إتمام هذه العملية العسكرية السرية، والتي تم التكتم عنها لأسباب أمنية.
وتعد هذه العملية الوحيدة والأولى من نوعها كمهمة عسكرية استخباراتية منسقة تستهدف إجلاء مواطنين أمريكيين عالقين رفقة أفراد أسرهم وسط المعارك المحتدمة للاجتياح البري والغارات الجوية الإسرائيلية التي تواصل في تدمير قطاع غزة المحاصر.
وأسفرت العملية العسكرية السرية المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر واسرائيل عن إخراج كل من زهرة سكاك، 44 عاما، وهي أم لثلاث أبناء يحملون الجنسية الأمريكية، وصهرها فريد سكاك، وهو مواطن أمريكي أيضا، إلى خارج غزة، وذلك خلال ليلة رأس السنة الحالية.
ويعمل أحد أبناء زهرة سكاك، المسمى راجي أ. سكاك، والبالغ من العمر 24 عامًا، كجندي ضمن صفوف مشاة قوات الجيش الأمريكي.
وقد سبق وأن توفي زوج زهرة، عبد الله سكاك، متأثرا بجراحه في غزة، بعد أيام من تعرضه لإطلاق النار أثناء محاولة الأسرة الفرار من أحد المباني إثر تعرضه لغارة جوية إسرائيلية خلال مرحلة سابقة من العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة.
وأشار المسؤول الأمريكي في تصريحه لوكالة ”أسوشييتد برس” أن العملية نفّذتها قوات إسرائيلية ميدانية رفقة مسؤولين إسرائيليين محليين، ولم تكن هناك أي إشارة إلى تواجد الجانب الأمريكي على أرض غزة.
وقد اقتصر دور الولايات المتحدة على التنسيق وتوفير المعلومات الاستخباراتية للعملية حيث قال المسؤول الأمريكي: ”قامت الولايات المتحدة بدور تواصلي وتنسيقي فقط بين عائلة سكاك وحكومتي مصر وإسرائيل”.
وفي ظل عدم التوفر على معطيات كثيرة حول تفاصيل هذه العملية، لوّح بعض الخبراء العسكريين إلى إمكانية مشاركة الجانب المصري من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية وتسهيل ولوج العالقين الأمريكيين إلى داخل التراب المصري عبر معبر رفح أو أحد المعابر الحدودية الأخرى.
وجاءت هذه العملية النّوعية، بعد نداءات موسّعة أطلقتها عائلة سكاك رفقة بعض الجماعات من داخل أمريكا، والتي طلبت المساعدة من بعض أعضاء الكونجرس ومن أعضاء آخرين داخل إدارة الرئيس جو بادين.
وقد وصف أحد أفراد أسرة السكاك رفقة المحامين والقانونيين الأمريكيين المكلفين بقضية العائلة داخل الولايات المتحدة، أوضاع زهرة وفريد اللذين ظلاّ محاصرين داخل مبنى محوّط بالمقاتلين بدون توفرهما على اي طعام أو ماء للشرب سوى مياه الصرف الصحي.
هذا وقد صرحت الحكومة الأمريكية، في وقت سابق لها، أنه لايزال هناك حوالي 300 من المواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين العالقين داخل غزة، وهم يتعرضون باستمرار لمخاطر آفات الحرب المهولة من تشرد وتجويع وتفشي للأمراض الفتاكة، والتي لايزال يعاني منها الفلسطينيون تحت طائلة نيران عمليات الهجوم البري والقصف المدفعي والجوي المتواصل الذي تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسته على قطاع غزة المحاصر منذ حوالي 90 يوما.