إسبانيا تعلن منع وصول 27 ألف مهاجر إليها بفضل دول من بينها المغرب
دافع وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا اليوم الخميس 4 يناير 2014 عن حصيلة تعاون حكومة بلاده مع المغرب، لوقف تدفقات المهاجرين القادمين من إفريقيا نحو الأراضي الإسبانية.
وقال مارلاسكا في ندوة صحافية له اليوم، إن بلاده سجلت بالفعل زيادة في أعداد المهاجرين القادمين إليها بنسبة تصل إلى 82.1 بالمائة مقارنة مع العام الماضب، إلا أنه “كان من الممكن أن يكون هناك المزيد”.
وأوضح مارلاسكا أن تعاون الشرطة الإسبانية مع دول مثل المغرب والسنغال وموريتانيا وغامبيا حال دون وصول أكثر من 27 ألف مهاجر إلى إسبانيا، مما يعني إيقاف 40 بالمائة من عمليات المغادرة غير النظامية ومنعموا من تعريض أنفسهم للخطر.
واعتبر مارلاسكا الأعداد المهاجرين الذين منعتهم دول من بينها المغرب من الموصول إلى إسبانيا في الحقيقة “تم إنقاذ حياتهم”، وفقا لما نقلته عنه وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”.
وعلى الرغم من هذه الأرقام، قلل مارلاسكا من أهمية التصريحات التي تضخم أرقام المهاجرين القادمين من غرب افريقيا، إلى إسبانيا، وأكد على أن تزايد أعداد المهاجرين تم تسجيله في مناطق أخرى من أوروبا وبأعداد أكبر، مثل إيطاليا التي سجلت توافد 155 ألف مهاجر خلال العام الماضي، واليونانالتي تضاعف أعداد المهاحريم القادمين إليها سنة 2023 مقارنة مع ما عرفته في 2022.
في ظل تسجيلها لأرقام قياسية من المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء عبر المغرب، اختارت إسبانيا مخاطبة دول المنشأ هذه المرة، بدل المغرب.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الإسبانية، إن الوزير خوسيه مانويل ألباريس الذي كان في المغرب من الأربعاء إلى الجمعة، توجه بعده نحو السنغال وموريتانيا بهدف مناقشة “تحديات مشتركة مهمة مثل الهجرة غير الشرعية”.
وحسب الخارجية الإسبانية، فقد ركز ألباريس في محطته الأولى في السنغال قادما من المغرب، في لقائه مع الرئيس ماكي سال الوزير، و نظيره إسماعيل ماديور فال على قضية الهجرة.
وأوضحت الوزارة أن “مسألة الهجرة احتلت معظم وقت الاجتماعات المؤسسية، واتفقت إسبانيا والسنغال على تعزيز الهجرة المنظمة والنظامية، وجعل هذه الهجرة أداة أخرى للعلاقة بين البلدين”.
وفي هذا الصدد، دعت إسبانيا السنغال إلى تعزيز الحرب ضد شبكات الهجرة، من خلال مبادرات مثل تلك التي تسمح للشرطة الوطنية الإسبانية والحرس المدني بالتعاون مع زملائهم السنغاليين لمنع الموت المأساوي للأشخاص الذين يقعون ضحايا لهذه المافيا.
وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة قد أعلن عن حوار قال إن المغرب وإسبانيا أطلقاه مع دول منشأ المهاجرين، وذلك خلال هذا الأسبوع في ندوة مشتركة مع نظيره الإسباني، مضيفا أن البلدين يتباحثان حول إيجاد سبل جديدة من أجل محاربة شبكات الاتجار في البشر بالمنطقة، وذلك لقطع الطريق أمام استعمالها للأراضي المغربية للهجرة.
توسيع ألباريس لزيارته للمغرب لتتحول إلى جولة تشمل موريتانيا والسينغال لم يكن مخططا له من قبل، بل تم تحديده ساعات قبل مغادرة ألباريس لمدريد في اتجاه الرباط.
السعي الإسباني نحو التحرك بشكل أوسع لوقف الهجرة، يأتي بالتزامن مع آخر تقرير لوكالة حماية الحدود الأوروبية ”فرونتكس”، والذي أشار إلى أن طريق الهجرة عبر غرب إفريقيا سجلت أكبر ارتفاع مقارنة مع باقي الطرق، حيث تم إحصاء عبور أكثر من 32422 شخص حتى شهر نونبر من هذا العام، بارتفاع بلغ 116 بالمائة مقارنة مع العام الماضي.