اغتيال العاروري يعيد إلى اللبنانيين مشاهد حرب مألوفة
في هجوم ضخم بطائرة مسيرة، مساء أمس الثلاثاء 02 يناير 2024، اغتالت إسرائيل نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية صالح العاروري واثنين من قيادات كتائب القسام، في مشهد أعاد إلى ذهن اللبنانيين صور حرب مألوفة، وسط تخوفهم من جر بلادهم إلى حرب حاولت النأي بنفسها عنها منذ بداية العدوان على غزة.
لبنان “لعنة الجغرافيا”
ونقل الكاتب الصحافي اللبناني نذير رضا في حديث لـ”صوت المغرب” مشاهد من اللحظات الأولى للهجوم وما تلاه قائلا إن : “الانفجار الذي استهدف القيادي صالح العاروري بث الرعب في نفوس سكان ضاحية بيروت الجنوبية” مضيفا أن السكان ظنوا أن “الحرب الإسرائيلية على الحدود الجنوبية باتت في قلب العاصمة”.
وتابع أنه “بعد مضي ثلاث ساعات عن الهجوم ومعرفة أسبابه عاد الناس شيئا فشيئا إلى منازلهم ولكن المشهد في نفوسهم لم ينته بعد” مشيرا إلى أن “دوي الانفجار أعاد إليهم ذكرى انفجار مرفأ بيروت وما خلفه من دمار في سائر الأحياء السكنية”.
وقال نذير رضا إن” كثيرا من اللبنانيين يصفون ما يحدث في بلادهم بلعنة الجغرافيا” مضيفا أن العائلات اللبنانية باتت تخاف على أبنائها من مصير مشابه لما عاشته هي في الماضي القريب أيام الحرب اللبنانية والتوترات الأمنية بالمنطقة.
وقال إن هذه العائلات لا ترغب في شيء سوى “تحييد الأطفال وعزلهم عن كل تلك الذكريات الأليمة ليعيشوا حياة طبيعية بعيدا عن لعنة الجغرافيا التي تجر لبنان في كل مرة إلى منعطفات أخرى، جيلا بعد جيل”.
شوارع بيروت “القلقة“
وأكد الصحافي اللبناني أن اللبنايين يعيشون حالة قلق مما ستسفر عنه هذه الأحداث وقال إن: “الشارع اللبناني اليوم شارع قلق يحمل أسئلة عديدة بشأن مآلات هذه الحرب وما إذا كانت ستمتد أكثر وهل ستدخل لبنان مرحلة الرد والرد المقابل وهل تتحول البلاد لساحة لتصفية الحسابات؟”.
وهي مخاوف وأسئلة تجد تبريرها حسب المصدر ذاته في الذاكرة الجماعية للبنانيين التي ماتزال تحتفظ بصور ومشاهد من الحروب والنزاعات قائلا في هذا الصدد إن ” هاجس الماضي لا يزال لصيقا بجلد الناس هنا”.
وتبعا لهذه الظروف أكد المتحدث ذاته أن “منسوب الخوف المتزايدة لدى اللبنانيين ولعنة الجغرافيا اللصيقة بهم والتي أصابتهم منذ زمن بعيد إضافة إلى لعنة السياسة يجعل الكثيرين يفكرون في الرحيل عن البلاد بحثا عن احتمالات للنجاة والأمان”.
وأضاف “أن الأمور في بلده لبنان وإن هدأت الآن فستعود لتحتدم مرة أخرى.. فنفس الأمر يتكرر، في كل مرة سرعان ما تهدأ الأمور لسنوات لتعود من جديد”.
وتتزايد المخاوف بعد إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال القيادي صالح العاروري في الأراضي اللبنانية من أن تدخل هذه الحرب منعطفا آخر وتتوسع دائرتها لتمتد إلى كل المنطقة العربية.