بركة: معدل تبخر مياه السدود بلغ أكثر من مليون متر مكعب في اليوم
قدم وزير التجهيز والماء صورة قاتمة عن الوضية المائية بالمغرب، وذلك خلال عرض قدمه أمام مجلس المستشارين جوابا على أسئلة الفرق البرلمانية جول الوضعية المائية والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الأزمة المائية التي يعرفها المغرب.
وضعية جد خطيرة
وقال وزير التجهيز والماء، إن توالي سنوات الجفاف التي عرفها المغرب، وارتفاع درجات الحرارة القياسية التي عرفتها البلاد، والتي كان من نتائجها، فقدان المغرب لأكثر من مليون و 500 ألف متر مكعب من مياه حقينة السدود ىبسبب التبخر كل يوم، كانت من أسباب الأزمة التي تعرفها المملكة على مستوى الثروة المائية.
وأشار الوزير في نفس السياق إلى أن واردات المغرب التي كانت تقدر كل سنة ب 11 مليار متر مكعب خلال 70 سنة الماضية، تراجعت خلال الأعوام الماضية إلى 8 مليار متر مكعب، لتصل خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى 3 مليار متر مكعب فقط.
وفي ما يتعلق بحقينة السدود، أوضح الوزير أن حقينتها من المياه تراجعت إلى 23 بالمائة، بعدما كانت في السابق 31 بالمائة، وقدم الوزير كمثال على ذلك، سد الوحدة، الذي كان يتلقى خلال الأشهر الأولى من سنة فلاحية متوسطة 400 مليون متر مكعب، في حين لم يتلق خلال هذه السنة سوى 11 مليون مترمكعب من المياه.
وفي سياق متصل، اعتبر الوزير، أن تراجع الفرشة المائية من التحديات التي يواجهها المغرب، حيث أن هذه الفرشة المائية يضيف الوزير، “تراجعت خلال هذه السنة ب 5 أمتار في بني عمير، وب 4 أمتار في كل من سوس وبرشيد، وذلك بسب الإستغلال المفرط لها،دون أن يتم تجديدها، بسبب ضعف التساقطات.
استراتيجية مواجهة الأزمة
وأكد وزير التجهيز، أن المغرب عمد إلى وضع استراتيجية محكمة لمواجهة هذا الخطر الذي يتهدده، من خلال التسريع في عملية إنجاز السدود، كسد تيداس بإقليم الخميسات والتي تجري فيه الاشغال، وسد ظهر العصمة باقليم بن سليمان، وسد بوخميس الذي سيكون جاهزا خلال سنة 2028، زيادة على العديد من المدن الصغرى”.
وأضاف الوزير أن عملية ربط الأحواض المائية تدخل ضمن هذه الإستراتيجية، حيث تم ربط حوض أبي رقراق بحوض سبو، التي مكنت من نقل 115 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما جعلنا نتفادى قطع المياه على سكان مدينة الرباط وسكان شمال الدار البيضاء ابتداء من شهر دجنبر الماضي يؤكد الوزير.
تحلية مياه البحر
ونبه الوزير خلال جوابه كذلك، إلى أن اعتماد المغرب استراتيجية تحلية مياه البحر، من خلال إنشاء مجموعة من المحطات، مكن من تزويد عدد من المدن بصفة جزئية بالماء الصالح للشرب.
وأعطى الوزير كمثال على ذلك، مدينتي آسفي والجديدة، اللتان تصل نسبة تزويدهما بالماء الصالح للشرب عن طريق تحلية مياه البحر إلى 60 بالمائة، والتي قد تصل إلى 100 بالمائة خلال الأشهر القادمة.
واعتبر الوزير كذلك، أن إنشاء محطة لتحلية المياه بالدار البيضاء الكبرى والتي ستكون جاهزة سنة 2027، سيمكن من نعبئة 200 مليون متر مكعب تنضاف إليها 100 مليون متر مكعب سنة 2028، إضافة إلى محطة تحلية المياه في الداخلة المخصصة للسقي وللماء الشروب والتي ستكون جاهزة خلال سنة 2025، وغيرها، كلها مشاريع تدخل ضمن الإستراتيجية الإستباقية لمواجهة الخصاص في الماء الصالح للشرب.
وخلص الوزير، إلى أن من بين الخطوات التي اتخذت لتقنين استعمال المياه، انشاء العديد من محطات معالجة المياه العادمة، بغرض استعمالها في سقي المساحات الخضراء، بحيث أنها مكنت من إنتاج 19 مليون مكعب على مستوى الحوض المائي لأبي رقراق، وهو ما يساعد على تقليص الضغط على مياه سد سيدي محمد بن عبد الله، يؤكد الوزير.