story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

خبير: شغب الإلترات هو نتيجة لمحيط عنيف

ص ص

شهدت مدينة الدار البيضاء، أمس الاثنين بحي البرنوصي، أحداث شغب ارتكبها محسوبون على فصائل إلترات المشجعين لأندية كرة القدم بالمدينة.

وقد خلفت هذه الأحداث إصابات متفاوتة وخسائر مادية، تدخل على إثرها رجال الأمن الذين استعملوا السلاح الوظيفي من أجل تحييد أعمال العنف مما أدى إلى إصابة اثنين من المشتبه فيهم ومقدم شرطة من عناصر الدورية بشظايا عيارات نارية على مستوى أطرافهما العليا.

وتتكرر أحداث الشغب المرتبطة بفصائل الترات المشجعين في كل مرة وحين، وبخصوص ذلك، يقول  الباحث السوسيولوجي المتخصص في الإنحراف والسياقات الإجتماعية، عبد الرحيم بورقية، إن ما حدث من شغب يوم أمس الاثنين، بمنطقة البرنوصي، “هو نتيجة لمحيط عنيف ترعرعت فيه هذه الفصائل، إضافة إلى كونه انعكاس لمرآة مجتمع ومنظومة اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية ورياضية في المغرب”.

تفاصيل ما وقع

وأوضح زكرياء الحرش، الذي يعايش عن قرب كواليس هذه الفصائل الكروية، في تصريح لـ”لصوت المغرب”، أنه تم “مساء أمس تنظيم ما يسمى بـ “الكورتيج” وهو مناسبة يقوم بتنظيمها أفراد الالتراس بغرض “اسعراض عضلات” الفصيل، عبر اجتماع عدد من الشباب لاستعراض “قوتهم” بالأحياء الشعبية، عبر المرور كمجموعة بين أزقة الأحياء السكنية واحتلالها، كتعبير رمزي عن قوتها”. وهو ما يؤدي إلى استفزاز الطرف الآخر، وهذا ما وقع بالضبط بحي البرنوصي بالدارالبيضاء،

وأردف المتحدث أن”هذا الاستعراض، خلق رد فعل عند فصيل آخر منافس في نفس الحي، واختار أن يواجههم بالرد العنيف، وهذا ما تسبب في أحداث أمس بحي البرنوصي، الشيء الذي جعل سكان الحي يتدخلون أيضا في هذا العنف، ما جعل الأمور تتطور” .

فراغ واستغلال للشباب

واعتبر الباحث السوسيولوجي عبدالرحيم بورقية، أن هذه الأحداث تعد حلقة جديدة، “من شريط عشق فريق ومجموعة مشجعين يتحول إلى عنف متبادل واعتداءات، لأن هذا يدخل في عالم الالتراس”.

وأضاف بورقية، بخصوص علاقة الالتراس باستخدام العنف، أن ”أنشطة الالتراس لاتنبذ استعمال العنف ضد المنافسين أو أي رمز من رموز السلطة”.

من جهته أوضح زكرياء لحرش أن “الفراغ الذي يعيشه الشباب البيضاوي، وغياب مراكز ثقافية ورياضية داخل أحياء البيضاء”، على حد قوله، هو من الأسباب الرئيسية وراء دفع هذه الفئة إلى تفريغ طاقتها، في مثل هذه التجمعات الكروية والهروب إلى تنظيمات غير مرخصة مثل الألتراس”.

تدخل الأمن

وفي سياق متصل، تطرق زكرياء لحرش، إلى دور الأمن في التدخل في مثل هذه الأحداث، قائلا، “إن العنف الذي يواجهه رجال الأمن حينما يتدخلون لفض مثل هذه الأحداث، يعرضهم للخطر، ويجدون أنفسهم بين فصائل تتحارب فيما بينها، مايدفعهم الى استخدام سلاحهم مرغمين”.

ودعا المتحدث، إلى ضرورة العمل على التدخل بشكل إيجابي، وأن “تكون تدخلات الأمن مدروسة ومضبوطة، وتفادي الحلول التي تجعل العنف، الخيار الوحيد للحد من أنشطة هذه الفصائل”.