خصاص يقلق مسلمي فرنسا بعد منع استقبال الأئمة الأجانب
انتقد المعهد الفرنسي للديانة الإسلامية قرار الحكومة الفرنسية إيقاف استقبال الأئمة من الدول الأجنبية والذي أعلنه وزير الداخلية الفرنسي في رسالة موجهة إلى الدول المعنية بإيفاد الأئمة إلى فرنسا.
وعقد المجلس، في بيان صادر يوم أمس السبت، مقارنة بين أرقام الأئمة المنتدبين والذي يبلغ حوالي 270 إماما أجنبيا منتدبا إلى فرنسا، أي أقل من 10% من مجموع الأئمة الممارسين، و بين الكهنة الكاثوليكيين تحت سن 75 عامًا في فرنسا، والذين يبلغ عددهم 7000 كاهن 2000 منهم يأتي من الخارج.
وعن الديانة الإسلامية التي تعتبر الانشغال الأول للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، اعتبر البيان أن “العقيدة الإسلامية تواجه العديد من التحديات في موضوع الأئمة، خاصة بسبب الوضع غير المستقر للإمام وعدم القدرة المالية للعديد من المساجد على تعيين أئمة برواتب جيدة، ما يقلل من جاذبية المهنة”.
ولم يستثني المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في جرده للتحديات التي تواجه المسلمين الفرنسيين في مجال تكوين وتأطير الأئمة “عدم تمتع المرشحين المسجلين في معاهد التدريب القائمة على تكوين الأئمة بوضع الطالب، وبالتالي لا يمكنهم المطالبة بوضع طلابي عادي أو الحصول على شهادة معترف بها عند إنهاء الطالب للدراسة”.
ولم يحصر بيان المجلس، الذي يعتبر هيئة مستقلة تهدف إلى تمثيل المسلمين في فرنسا أمام سلطات الدولة في القضايا المتعلقة بالممارسة الدينية، الحلول الكفيلة بمواجهة هذه الصعوبات في الشق المالي فحسب، بل شدد على ضرورة التفكير الجاد في الحلول التنظيمية والقانونية والتشريعية الممكنة.
وخلص البيان إلى أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالإضافة إلى القادة المحليين لمئات المساجد التي يمثلها، يعتزمون القيام بدورهم الكامل في البحث عن هذه الحلول وتنفيذها.
وكان وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، قد أعلن الجمعة الماضي، أن فرنسا لن تستقبل بعد الآن الأئمة القادمين من دول أجنبية وبشكل رئيسي من المغرب العربي، وذلك اعتبارا من 1 يناير 2024.
وأوضح الوزير في رسالة وجهها إلى الدول المعنية، أنه بعد الأول من يناير 2024، لن يتمكن الأئمة الأجانب الذين أوفدتهم دول أخرى، من مواصلة الإقامة في فرنسا “بصفتهم تلك”.