الجفاف وسوء التدبير يعمقان أزمة الماء بزاكورة
يضطر سكان دواوير عدة بجماعة مزيكطة نواحي زاكورة إلى التنقل لساعات طوال بحثا عن ماء صالح للشرب ويخوضون في سبيل ذلك “رحلة شاقة تبدأ عند ساعات العصر ولا تنتهي إلا بعد المغيب”.
شح المياه وسوء التدبير
وقال الفاعل الجمعوي والحقوقي بالمنطقة محمد لمين لبيض إن “هنالك بزاكورة دواويرا بحالها تجابه شبح الجفاف وشح الماء خاصة في ظل هذه الوضعية الاستثنائية التي تعرفها البلاد من ضعف في التساقطات المطرية”.
وأكد الفاعل الجمعوي في حديثه ل”صوت المغرب” أن هذا المشكل الذي يعانيه سكان المنطقة “غير نابع من الطبيعة وحدها” مشيرا إلى أن هنالك “سوء تدبير لملف الماء” وساق مثال زراعة فاكهة البطيخ الأحمر (الدلاح) المعروفة باستنزافها للفرشة المائية.
وقال إنه “كان هنالك قرار يقضي بتقنين زراعة هذه الفاكهة في حدود نصف هكتار إلى هكتار واحد” لكن هذا القرار حسب المصدر نفسه “لم يتم احترامه وتم بالمقابل انتهاكه بشكل صارخ” مشيرا إلى وجود “تلاعب وتحايل في تنفيذه من طرف بعض الفلاحين”.
وأكد أن مثل هذه السلوكات “زادت من استنزاف مياه الفرشة المائية للمنطقة” وقال إن “إقليم تنغير بالرغم من أنه لم يصل وضعية خطرة على مستوى شح المياه كالوضعية التي تعيشها زاكورة إلا أنه جرى بها منع نهائي لزراعة البطيخ الأحمر”.
الضيعات النموذجية”الوجه الزائف”
وأشار المصدر ذاته إلى أن فاكهة الدلاح ليست وحدها من تستنزف ماء المنطقة بل “هناك أيضا مشكل تطرحه الضيعات النموذجية” والتي قال إنها “تنتشر في المنطقة بشكل مستفحل دون أدنى مراعاة لمشكل الماء ما زاد من تأزيم في الوضع”.
واستغرب الفاعل الجمعوي من “الاهتمام البالغ من طرف السلطات المعنية بهذه الضيعات في حين أن الواحات المجاورة لها تعيش على وقع العطش”.
وقال إن الوضع بلغ مستوى خطر لدرجة أن هذه الواحات تعرف حرائق “مهولة بشكل دائم ولا يجد الساكنة ماء يخمدون به ألسنة اللهب التي تأتي على كل شيء”.
ودعا الفاعل الحقوقي وزير التجهيز والماء بالتدخل العاجل لإنقاذ المنطقة من شبح الجفاف الذي يتربص بها مطالبا بتشكيل لجنة “محايدة” للسهر على مراقبة مسار تدبير ملف الماء ومايرتبط به من إجراءات في التقنين.
وأشار إلى أن “بعض السلطات التي تقوم بهذا الدور إلى جانب المجتمع المدني يغضون الطرف في كثير من الحالات على الاختلالات والتحايلات التي تقع”.
وكان وزير التجهيز والماء نزار بركة قد صرح في الأيام القليلة الماضية أن البلاد دخلت في “وضعية مائية خطِرة” بسبب أزمة الجفاف التي تعرفها المملكة خلال السنوات الأخيرة مشيرا إلى أن المملكة تتجه نحو سنة أخرى من الجفاف.
وأكد الوزير أن معدل التساقطات المطرية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة لم يتجاوز 21 ميليمتر ا، مسجلا أن هنالك تراجعا كبيرا مقارنة بنفس المدة من السنة الماضية بنسبة 67 بالمئة، مضيفا أن واردات السدود بالمملكة، منذ شتنبر الماضي إلى اليوم، “لم تتجاوز 500 مليون متر مكعب، في حين سجلت السنة الماضية مليارا و500 مليون متر مكعب”، أي أن هذه النسبة عرفت تراجعا يصل إلى الثلثين.