كأس السوبر الأوروبي!
قرار محكمة العدل الأوربية بخصوص الدعوى التي رفعها ريال مدريد و برشلونة ضد الاتحاد الأوربي لكرة القدم والذي أكدت فيه هيأة المحكمة أن منع إقامة بطولة السوبر الأوربي هو إجراء غير قانوني، خلف الكثير من التفسيرات ومحاولات فهم منطوق القرار لدى الجمهور والمحللين.
سنحاول من خلال هذه السطور أن نشرح ببساطة ما معنى هذا القرار، وما الذي يمكن أن يحدث بعده، وهل يمكن لبطولة السوبر الأوربي أن تدخل إلى حيز التنفيذ بعد حكم المحكمة الأوربية؟
نبدأ أولا بماذا يعنى هذا القرار ؟
القرار هو مستمد من روح الإتحاد الأوربي الأصلي (الإقتصادي) الذي يقوم على مبادئ منها أنه ممنوع على أي جهة أن تحتكر شيئا ما، وهو الشيء الذي كان متوقعا من محكمة العدل الأوربية أن تقوم به، أي أن تدين احتكار الويفا وحدها تنظيم المسابقات الكروية القارية، وفي نفس الوقت أكدت أن حكمها ليس سماحا لهذه الأندية بتشكيل بطولة السوبر بعيدا عن سلطة الويفا، بما يعني أنها حكمت لصالح المبدأ ولم تحكم في التفاصيل المترتبة عن خرقه.
ما الذي يمكن أن يحدث بعد القرار؟
الذي يمكن أن يحدث هو أن ريال مدريد وبرشلونة يمكن لهما أن يستمرا في تنفيذ مشروع دوري السوبر الأوربي و محاولة إقناع أندية أخرى بالإنضمام إلى الفكرة دون الخوف من التعرض لعقوبات الويفا أو الفيفا.
هل يمكن لفكرة السوبر الأوربي أن تدخل إلى حيز التنفيذ؟
قانونيا ممكن إقامتها، لكن التعديلات المالية المحفزة التي أدخلت على قواعد الإتحاد الأوربي لكرة القدم بعد بروز فكرة السوبر الأوربي تجعل مهمة ريال مدريد و برشلونة صعبة جدا بل يمكن أن نقول إنها مستحيلة لإقناع الأندية الكبيرة في أوربا بالعودة للإنضمام إلى مشروع البطولة الجديدة، مما يعني إقامتها بأندية صغيرة لن تحقق للريال والبارصا سوى عائدات ضئيلة يمكنهما التفاوض على نيلها من الإتحاد الأوربي لكرة القدم بزيادة حصتهما من عائدات الإشهار والنقل التلفزي من دوري عصبة الأبطال الأوربية.
على العموم، قضية كأس السوبر الأوربي والجدل المثار حولها، ما هي إلا انعكاس صغير لصراع الحيتان المالية الكبيرة حول دجاجة الكرة التي أصبحت تبيض ملايير الدولارات في أرصدة أندية الكرة العملاقة و إمبراطورية الفيفا والإتحادات القارية و التي أصبحت توجه رياضة كرة القدم بسلطتها التي تفوق سلطة الدول العظمى، نحو أي شيء يزيد من مداخيلها و”همزتها” التي لا تنضب.