محنة الدواوير التي دمرها الزلزال تتواصل في خيام مشرعة على البرد والمطر
يعيش أهل المناطق التي دمر زلزال الثامن من شتنبر منازلها ظروفا إنسانية صعبة في ظل موسم الشتاء وموجات البرد المتتالية التي “لا ترحم”.
وتواصلت “صوت المغرب” مع ساكنة بعض الدواوير المتضررة ليأكدوا “الظروف القاسية التي يعيشونها لأزيد من ثلاثة أشهر في خيام لا تق معظمها من برد فصل الشتاء ومطره.
وقال رئيس جمعية الجيل الجديد للتنمية القروية والفلاحة أيوب إكوزولن المنحدر من دوار تجغيشت جماعة إجوكاك الموجود بثلاث نياعقوب بإقليم الحوز إن “ساكنة الدوار تعاني في صمت خاصة الفئات الهشة منهم المتمثلة في الأطفال والنساء الحوامل والمسنين”.
وأضاف أن “هؤلاء يقضون أيامهم ولياليهم تحت رحمة خيام من أقمشة خفيفة وفي أحسن الأحوال قد تكون خياما بلاستيكية ولكنها لا تحميهم من قساوة الظروف المناخية المتقلبة”.
ويتابع الفاعل الجمعوي أن “الحلم الوحيد الذي يراود أهل دواره ليلا ونهارا هو أن يمتلكوا سقفا آمنا ومنزلا دافئا يعيشون فيه مع أطفالهم” ويضيف أن هذه العائلات “تتجمع بأعداد كبيرة في خيمة واحدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ما يعرض صحتهم للخطر يوما بعد الآخر”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن بعض الساكنة توصلت في الأيام الماضية بوحدات منزلية متنقلة “لكن ذلك ليس كافيا أبدا وستظل حاجة هؤلاء الناس المتضررين إلى منازل حقيقة أمرا ملحا وضروريا لا يقبل التماطل”.
خوف يتجدد
ومن جانب آخر قال الفاعل الجمعوي إن “مشكل السكن ليس وحده ما يعانيه ساكنة دواره إسوة بباقي الدواوير الأخرى التي تتقاسم نفس هذه الظروف القاسية” موضحا في هذا الصدد أن “الخوف يتجدد مع الهزات الارتدادية التي ما تزال تزور المنطقة باستمرار”.
وقال “إن الخوف ليس مرتبطا فقط بذكرى الثامن من شتنبر الأليمة بل هو خوف نابع من “آثار هذه الهزات نفسها حتى وإن كانت خفيفة وذلك لأنه قد ينتج عنها انهيارات للصخور في الطرقات وحتى في المباني المنهارة جزئيا ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة الناس”.
ويستطرد المصدر ذاته أن ساكنة دواره تجغيشت وباقي الدواوير المنكوبة محتاجة الآن أكثر من الفترات الماضية إلى المزيد من المساعدات الإنسانية خاصة مع موسم البرد والمطر.
وقال إن أهل هذا الدوار “في حاجة ماسة لأبسط متطلبات الحياة اليومية من مواد غذائية وملابس دافئة للأطفال وإلى أي شيء يمكن أن يخفف عنهم حجم المعاناة التي يعيشونها”.