خبير: الصحراء أصبحت من أولويات السياسة الخارجية لإسبانيا
مباشرة بعد عودته من المغرب، في زيارة قادته للرباط يومي 13 و14 دجنبر 2023، استقبل وزير الخارجية الإسباني المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الإيطالي ستيفان دي ميستورا، وذلك من أجل “مساعدة المبعوث الأممي”، ودعم المسلسل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بغية إيجاد حل لملف الصحراء.
وكتب ألباريس بعد هذا الاستقبال في منشور له على منصة “إكس”، ” التقيت مرة أخرى بستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، بمقر وزارة الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون بمدريد”، مؤكدا في ذات الوقت أن المبعوث الأممي للصحراء، “يحظى بالدعم الكامل من الحكومة الإسبانية في عمله”.
أولوية عند إسبانيا
وحول دلالات هذا الاستقبال، وما يمكن أن يحمله من جديد بخصوص ملف الصحراء الذي عمر لما يقارب 5 عقود قال أستاذ الدراسات السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس محمد أشلواح، “إن مسألة الصحراء المغربية أصبحت تعتبر من أولويات السياسة الخارجية لإسبانيا بالنظر للعلاقات التي تربط المغرب بإسبانيا، مشددا على أن العلاقات بين البلدين “أصبحت تعيش على وقع دينامية استثنائية بعد عودة بيدرو سانشيز إلى رئاسة الحكومة الإسبانية”.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن إسبانيا بهذا الاستقبال، وقبله موقفها الصريح بدعم مقترح المغرب بمنح حكم ذاتي لأقاليمه الصحراوية، يأتي “للتكفير عن خطائها الذي ارتكبته، قبل عامين بعد استقبالها لزعيم الجبهة الانفصالية بطريقة سرية من أجل الاستشفاء بأحد مستشفياتها”.
وأردف المتحدث أن هناك شراكة استراتيجية ومصالح مشتركة بين البلدين، على العديد من المستويات الأمنية والاقتصادية والهجرة وغيرها، والتي توجت بالملف المشترك لتنظيم كأس العالم 2030 بمشاركة البرتغال”.
وشدد أشلواح على أن الموقف الإسباني يأتي في ظل “الدينامية التي يعرفها ملف الوحدة الترابية في منحاه الإيجابي”، خاصة وأن الاستقبال يأتي متزامنا مع “تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على موقفها الواضح والثابت إزاء قضية الصحراء المغربية”، بمناسبة الزيارة التي قام بها نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، جوشوا هاريس، إلى المغرب.
ويرى أشلوح أن إسبانيا في الفترة الحالية تترأس مجلس الاتحاد الأوروبي وهي بذلك “تروج بشكل إيجابي لموقف المغرب في قضية الصحراء المغربية من داخل هذه المؤسسة”، فضلا عن موقعها التاريخي من قضية الصحراء “كلها أمور لا يمكن أن تخرج على نطاق دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية هذا الملف”.
رغبة في مساعدة الأطراف
من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية رضى الفيلالي حموز “إن استقبال وزير خارجية إسبانيا لدي ميستورا هو تجديد للموقف التابت لإسبانيا من قضية الصحراء المغربية التي عبرت عنه في الرسالة التاريخية سنة 2022، والتي أكدت على مغربية الصحراء وعلى خيار الحكم الذاتي كحل سياسي لتسوية هذا الملف”.
وأردف حموز أن تزامن هذا الاستقبال مع الزيارة التي يقوم بها جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكية، لشؤون شمال إفريقيا إلى المغرب، “يدل على أن هناك رغبة دولية أو على الأقل الأطراف المتدخلة في الملف، لمساعدة المبعوث الأممي للصحراء على دفع الأطراف المعنية من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات للملمة هذا الملف وإعطائه الدينامية اللازمة التي يمكنها أن تفضي إلى حل يتجسد في خيار الحكم الذاتي الذي يلقى إشادة واسعة من طرف العديد من الدول والهيآت الدولية”.
وخلص أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن إسبانيا تعمل على دعم وتقوية الشراكة المغربية الاسبانية من خلال ملف الصحراء “وبالتالي فاستقبال ألباريس لدي ميستورا لا يمكن أن يخرج عن الموقف المبدئي لإسبانيا الذي عبر عنه منذ أيام وزير الخارجية الاسباني حينما زار المغرب في 13 و14 من دجنبر 2023”.
ويأتي لقاء خوسيه مانويل ألباريس باستيفان دي ميستورا، تزامنا مع إعلان واشنطن، أول أمس، عن وصول وكيل وزارة الخارجية الأمريكية المساعد لشمال إفريقيا، جوشوا هاريس إلى المغرب.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أعلنت على صفحتها الرسمية بموقع “إكس”، عن وصول جوشوا هاريس إلى المغرب “لإجراء مشاورات حول تعزيز الشراكة بين أمريكا والمغرب وبحث سلسلة من الأولويات على صعيد الأمن الإقليمي، أبرزها الأحداث في غزة والضفة الغربية وجهود الأمم المتحدة بشأن الصحراء الغربية”.