المصفقون ..
في يوم واحد، و بسرعة “التيجيفي” وداخل نفس المكان عُقدت الجموع العام العادية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و العصبة الوطنية الإحترافية، و العصبة الوطنية هواة، والعصبة الوطنية لكرة القدم النسوية، والعصبة الوطنية لكرة القدم المتنوعة.
بدا الأمر وكأنه إجراء إداري روتيني أو فقط واجب قانوني يجب أن “نحيدوه علينا” بسرعة ويضمن به كل واحد من أعضاء هذه الهيئات كرسيه لسنوات أخرى.
مشاكل بنيوية عميقة لازالت تنخر أساس كرة القدم المغربية وتتوزع داخل كل هذه الهياكل السالفة الذكر التي عقدت جموعها العامة بطريقة “برق ما تقشع”، و معضلات أصبحت مدعاة للخجل تعيشها الأندية الوطنية بمختلف أصنافها ودرجاتها، و ملايير من أموال الدعم العمومية تذهب لقطاع كرة القدم.. كل هذا لا يستحق سوى سويعات قليلة لالتقاط الصور وتلاوة إنشاءات ركيكة تسمى التقريرين الأدبي والمالي تنتهي بالتصفيق و”دوز”.
حتى أن مسيرا في أحد الأندية الوطنية أخذ الكلمة داخل الجمع العام للجامعة الملكية المغربية (الذي لم تتجاوز مدته نصف ساعة !!) أخذ الكلمة لا ليطرح مشكل عويصا أو يوجه انتقادا للمكتب المديري أو يثير شيئا من “التخربيق” الذي تعيشه الأندية، بل طالب فوزي لقجع بعدم تلاوة التقرير المالي “حتة وحدة” كما يقول إخواننا في مصر، والمرور مباشرة إلى المصادقة عبر التصفيق العلني.
الجموع العامة هي المكان الأنسب للنقاش العميق والتجاذب الإيجابي وإثارة النواقص واقتراح الأفكار والبحث عن حلول للمشاكل البنيوية.. هذا نظريا يتطلب وجود مسيرين أكفاء ونزهاء ويعرفون جيدا القطاع الذين ينشطون فيه وليس “مظليين” أكثر ما يجيدون هو التصفيق.