معرض السيرة النبوية بالرباط يحتفي بجماليات الخط العربي

اختتم المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالرباط، فعالياته التي استمرت أسبوعين احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، مسلطاً الضوء على جماليات الخط العربي وفنون الكتابة التقليدية.

وشهد المعرض إقبالاً واسعاً من الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات لاستكشاف هذا الخط، والمشاركة في ورش تفاعلية وتجارب مباشرة لتعلّم الخط العربي، إلى جانب الاطلاع على روائع السيرة النبوية.

ومثل الرواق المخصص للخط العربي مساحة تتيح للزوار ممارسة الفن والتفاعل معه، وليس مجرد المشاهدة.

وفي هذا الصدد، قال مدير المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، ياسر بن عبد المحسن آل عبد الله، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن الفعالية التي قدمها المتحف في فرعه الدولي الأول بالرباط، كانت تجربة “تفاعية إثرائية.

وأضاف ياسر آل عبد الله إلى أن المتحف قدم “تجربةً ثريَّةً ومميزة مزجت بين روائع السنة النبوية وفنون الخط العربي”، مشيراً إلى أن الزوار الذين قدموا من مختلف البلدان لعيش هذه التجربة “استشعروا روعةَ اللغة العربية، وجرّبوا الكتابة بخطوطها الأصيلة”.

كما عبر الزوار، بحسب المتحدث ذاته، عن “حبّهم للغة القرآن الكريم، واستمتاعهم بروائع خطوطِها وجمالياتها”.

ويشير المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالرباط إلى أن هذه “الفعالية الممتدة” تأتي لتؤكد دور المعرض في تعزيز الهوية العربية والإسلامية، وربط الأجيال الجديدة بجماليات لغتهم الأم من خلال بوابة السيرة النبوية العطرة.

ويقع متحف السيرة النبوية في الرباط وافتُتح عام 2022، ويقدم المعرض الذي مقره المركزي -المدينة المنورة- السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بأسلوب علمي موثق ومبسط وبالاعتماد على أحدث وسائل التكنولوجيا.

وينظم بالمغرب، في أول فرع دولي له خارج المملكة العربية السعودية، منذ عام 2022 بشراكة بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء.

ويتيح المعرض لزواره معاينة مجسم للكعبة المشرفة كما كانت في عهد النبي ﷺ، بالإضافة إلى نماذج تقريبية لمكة المكرمة والمدينة المنورة تُظهر طبيعة العمران والمعالم الطبيعية في تلك الفترة. كما يعرض المعرض نموذجاً للبيوت في مكة المكرمة وأثاثها، لتقريب الزوار من أسلوب الحياة اليومية في ذلك الزمن.

ويتميز المعرض بعرض تفاصيل الغرفة التي كان النبي ﷺ يقيم فيها مع زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، لأول مرة باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي، حيث تُعرف هذه التجربة باسم “بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول”، وتُعدّ من أبرز معالم المعرض وأهم أقسامه.

ويتضمن المعرض عدة أقسام تفاعلية، منها “النبي ﷺ كأنك تراه”، الذي يركز على طعام النبي وشرابه ولباسه وأثاثه، وقسم “النبي ﷺ”، الذي يعرض آداب النبي الكريمة وأخلاقه وقيم الحوار والتعايش والعفو والرحمة والتسامح.

كما يتضمن قسم فضائل آل البيت”للتعريف بمكانتهم وأثرهم، وقسم روائع السنة النبوية، وقسم الإصدارات، تعرض جميعها عبر شاشات تفاعلية بلغات متعددة.

ويضم المعرض أيضاً نموذجاً محاكيًا “لأعظم منبر” للنبي ﷺ، صُمم وفق المصادر العلمية والموسوعات المحققة، باستخدام نفس نوع الخشب الأصلي من شجر الطرفاء الموجود بالمدينة المنورة، إلى جانب شاشة تفاعلية تعرض خطب النبي ﷺ في مناسبات مختلفة.