بنكيران يناشد بإطلاق سراح الشابي ويحذر من مستقبل “قاتم” لتونس
ناشد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الرئيس التونسي قيس سعيد، بإطلاق سراح الوزير التونسي السابق أحمد نجيب الشابي، وبالكف عن هذا المنهج والأسلوب في الاعتقال، معتبرا أن “دولة تعتقل زعماءها الذين يتجاوزون الثمانين، دولة يوشك أن يكون ميؤوسًا من مستقبلها”.
وقال بنكيران في كلمة مسجلة الجمعة 05 دجنبر 2025، إن “خبر اعتقال الأخ الكريم والكبير الأستاذ أحمد نجيب الشابي، ملأني بعدم الرضا ونوع من الحزن، رغم أن الرجل، كما لا يخفى، هو رجل من الصف الآخر، يعني رجل يساري”، مستدركا “أن يكون يسارياً أو لا يكون يسارياً، هذه مسألة فكر”.
وأضاف بنكيران أن “الشابي الذي زاره ذات يوم في مكتبه، ترك لديه انطباعًا بكونه شخصًا مثقفًا من درجة عالية، واعيًا بمشاكل وطنه ومنخرطًا انخراطًا كاملاً في خدمة وطنه وخدمة تونس، معارضًا معتدلاً في نفس الوقت لكل ما يراه غير صواب منذ وقت بورقيبة على كل حال، مؤكدا أنه كان يتابع مواقفه وأخباره ويسأل عنه باستمرار”.
وأكد قائلا “رجل مثل هذا، وقد بلغ 81 سنة، ويُتهم بأنه يتآمر على مصلحة وطنه العليا، ليس من الممكن أن يكون هذا صحيحًا، إنه كذب وافتراء”، مضيفا “أنا لست من الذين يميلون إلى الصدام مع الحكام أو مع الحكومات، ولكن هذا الرجل يعتبر من أعمدة تونس في تقديري، وكان مؤهلاً ليكون رئيسًا لتونس أكثر من مرة، بطبيعة الحال، الانتخابات لها منطق آخر”.
كما أضاف أن “هذا الرجل بقي معتدلاً في كل مراحل مسار تونس، وهو في عمره 81 سنة، رافق كل هذه المراحل بثقافة، بعلم، باعتدال، وبوفاء لمرجعيته، وهذا بطبيعة الحال شيء مقبول وطبيعي ومطلوب”.
وتساءل بنكيران عن مصير تونس، بعد اعتقال الشيخ راشد الغنوشي وعدد كبير من وجوه النخبة، متسائلًا عن مصير الشعب التونسي في ظل تحطم أعمدة الدولة ورجالاتها، وعن الجهات التي تحرك هذا التوجه في البلاد.
كما تساءل عن موقف أوروبا التي كانت دائمًا تستفيد من تونس، وعن مصير حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات العامة، معبرا عن حسرته لما يحدث في المشهد التونسي، البلد الجميل والاستثنائي، والذي خرج منه الربيع العربي بإيجابياته وبسلبياته”.
وفي غضون ذلك، ناشد بنكيران قيس سعيد أن “يكف عن هذا المنهج والأسلوب، ويعجل بإطلاق سراح محمد نجيب الشابي المحترم والمقدر، ويعجل بإطلاق سراح كل القيادات السياسية، ويعجل بإطلاق سراح الشيخ راشد الغنوشي”، مشددا أن “دولة تعتقل زعماءها الذين يتجاوزون الثمانين، دولة يوشك أن يكون ميؤوسًا من مستقبلها”.
وتساءل بنكيران “من الذي سيأمن على نفسه بعد اليوم ليقول كلمة حق أو كلمة خير؟”، مؤكدا أن “الجميع سيشعر بأنه مهدد”، مشددا “إذا سُكت عن الحق، فإن المستقبل، والعياذ بالله، سيكون قاتمًا، ولا نريد أن يكون المستقبل قاتمًا لدولة محبوبة مثل تونس”.