story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

الساسي: الأحزاب اليوم تُلائم برامجها مع الدولة بدل السعي لإصلاحها

ص ص

اعتبر محمد الساسي، القيادي في فيدرالية اليسار الديمقراطية، أن أحد أبرز التحولات التي يعرفها الحقل الحزبي المغربي هو أن “غاية كل حزب اليوم أصبحت هي أن يلائم برنامجه مع برنامج الدولة”، بينما يُفترض أن تسعى الأحزاب إلى تحويل برامجها إلى برنامج دولة.

ونبه الساسي، خلال الندوة الوطنية حول “تحولات الحقل الحزبي المغربي”، إلى أنه من بين التحولات أيضاً “إصلاح الدولة لبنية الأحزاب”، في الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه الأحزاب هي التي تعمل على إصلاح بنية الدولة وليس العكس.

وأوضح الساسي أن من بين أهم التحولات كذلك ما وصفه بـ”ظاهرة التماهي المتبادل”، مشيراً إلى وجود مجموعتين تاريخياً، مشيراً إلى أن هاتين المجموعتين كانتا مختلفتين سابقاً، أما اليوم فقد “سقط الجدار البرلماني بينهما” وأصبحتا متأثرتين ببعضهما، مع “اتفاق عام على السيادة الملكية”، سواء باعتبارها امتداداً لإمارة المؤمنين لدى المجموعة الأولى سابقاً، أو باعتبار الملك “قائد المشروع التنموي أو المشروع الديمقراطي الحداثي” لدى المجموعة الثانية.

وقال الساسي إن “المجموعة التاريخية انتقلت بطموحها من مرحلة الحكم إلى المشاركة في الحكم إلى التدبير”، مع نزوع عام لإعطاء الأولوية للتدبير في إطار حكومة ائتلافية شبه دائمة، إلى درجة أن “الكل مستعد للتنازل عن مطالب استراتيجية من أجل البقاء في الحكومة، مثل قضية التطبيع”، مشيراً أيضاً إلى غياب أسبقية النضال من أجل الديمقراطية.

وتحدث الساسي أيضاً عن المجموعة التي ظهرت أغلبها بعد الاستقلال والتي تسمى “أحزاباً إدارية”، مؤكداً أنها “لم تتوفر على حد أدنى من الهيكلة”، لكنها تحاول اليوم “تدقيق برنامجها” وتتأثر بنتائج عملية الملاءمة القانونية والتصويت والتنافس. وأشار إلى انضمام “أطر عليا وفنانين ومفكرين” إليها في المدن والبوادي، فضلاً عن حضورها في النقابات والجمعيات، ومقرات دائمة لتتخلص من الموسمية.

وفي تحليله لأحد أهم التحولات، شدد الساسي على أن “أي حزب في العالم يريد أن يتحول برنامجه إلى برنامج دولة، وفي المغرب أصبحت غاية كل حزب هو أن يلائم برنامجه مع برنامج الدولة القار”.

وأضاف أن الأحزاب التي لم تعتبر يوماً أن هناك مشكلة دستورية في المغرب صوتت أيضاً على دستور 2011، بينما الأحزاب ذات السقف التاريخي كانت تقول إنه “لو لم يكن الفصل 19 موجوداً لأوجدناه” لاستعماله كجدار في مواجهة الإسلاميين.

أما بخصوص التحول الثاني، والذي يتعلق بالانتقال من معادلة ثنائية إلى ثلاثية بعد صعود الإسلاميين، قال الساسي إن حزب الاستقلال كان يعتبر نفسه دائماً الحزب الإسلامي، قبل أن تصبح “القوة الأساسية في العالم العربي عند الإسلاميين” بعد فشل المشاريع القومية والاشتراكية والليبرالية.

وأضاف أن صعود الإسلاميين دفع النظام إلى “الاحتراز والتوجس” منهم، باعتبارهم فاعلاً منافساً يقدم تحديات جديدة.

وأشار إلى نقاط قوة هذا الفاعل، مثل البساطة ومسايرة الحس العام والشبكات الدعوية والخيرية، ونقاط ضعفه، مثل التفاوت بين ما يُكتب وما يقال شفهياً، والفشل في بناء نموذج أخلاقي داخلي، والجمع بين مقعدي الحكومة والبرلمان.

وتوقف الساسي عند تحولات أخرى، من بينها تحول الخطابي من الوطنية والثورة والأيديولوجيا إلى البراغماتية، ومن حماية الملكية إلى “حماية منجزاتها”، لافتا إلى تغير مصادر القوة مسجلا نزوعا نحو جعل “القرب من النظام” مدخلاً لاستخلاص القوة.

كما لفت إلى تراجع الأدوار المجتمعية للأحزاب، موضحا “حتى إن البودشيشية أصبحت تعوض الأحزاب في مظاهرات مساندة لدستور 2011″، كما أكد ظهور فاعلين جدد من ملاعب كرة القدم، والفضاء الأزرق، والتنسيقيات.، بالإضافة إلى تحولات في التحالفات “لا كتل ثابتة ولا تحالفات دائمة، بل تنافس قد يصل إلى الاصطدام بين أحزاب العائلة الواحدة”.