العلاقات المغربية الجزائرية و “لعنة المواعيد المخلفة”
ص
ص
أوضح حسن أوريد، أن العلاقات المغربية الجزائرية، هي ضحية “للعنة المواعيد المخلفة”،حيث ذكر الكاتب و المفكر المغربي خلال مروره على برنامج “المقابلة” الذي يبث على قناة الجزيرة، أنه كان من المقرر أن يعقد ببروكسيل سنة 1978 لقاء يجمع الراحلين الملك الحسن الثاني، والرئيس هواري بومدين، رحمة الله عليهما ، إلا أن وفاة الرئيس الجزائري بشكل مفاجئ في شتنبرمن نفس السنة، حالت دون تحقيق هذا اللقاء، فأجهضت هذه الخطوة التي كان من المتوقع أن تكون إنطلاقة جديدة في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية .
وبالعودة إلى ما أطلق عليه أوريد لعنة المواعيد المخلفة، فان اللعنة لم تقتصر على موعد بروكسيل فقط، بل توالت المواعيد التي كان ينتظر منها الكثير من أجل تحقيق التقارب بين البلدين:
- يعد اللقاء الذي لم يتم بين الملك الحسن الثاني رحمه الله و الرئيس الجزائري السابق بومدين، بداية اللعنة. وفاة الرئيس الجزائري السابق لم تكن بالعادية حسب تصريح أرملة الراحل بومدين. ففي سنة 2005 أثارت شكوكا حول ظروف وفاة زوجها غير مستبعدة تعرضه للتسمم. ليخرج حامد الجبوري الوزير السابق و السفير في عهد صدام سنة 2007 في تصريح على قناة الجزيرة، يأكد فيه على صحة فرضية اتهام الرئيس صدام حسين بتسميم الهواري بومدين، أثناء زيارته للعراق و سوريا، كشاهد على تلك المرحلة.
- ثم تأتي مرحلة التقارب الثانية في عهد الرئيس الشاذلي و الحسن الثاني سنة 1986، والتي شهدت استئناف في العلاقات، حيث كانت بوادر انفراج الازمة سنة 1988 بتدخل سعودي لتدويب نقط الخلاف، وهذا ما نتج عنه سنة 1989 تأسيس “اتحاد المغرب العربي” بمدينة مراكش المغربية، الذي ضم 5 دول هي: ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وذلك من خلال التوقيع على ما سُمي بـ”معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي”.
- وبعد تجاوز الجزائر لمرحلة العشرية السوداء، حاول الطرفين في مرحلة بداية حكم الرئيس الجزائري بوتفليقة عقد موعد جديد، يجمع القائدين، وذلك بعد صدور إشارات إيجابية من طرف المغرب مهدت للتحضير للقاء بين البلدين في صيف 1999، إلا أن وفاة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، أدت إلى تأجيل اللقاء، إلى حين حدوثه في مارس 2005 على هامش أشغال القمة العربية، بعد مشاركة ملكية وصفت بالسابقة، فلأول مرة يحضر الملك محمد السادس في قمة عربية و يتجول في شوارع العاصمة الجزائرية، كبادرة منه لكسر الجمود في العلاقات و فتح صفحة جديدة، وتعد تلك المشاركة الأولى و الأخيرة للعاهل المغربي .