story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

تأخر التساقطات يربك الموسم الفلاحي ويدفع الفلاحين إلى الحذر والترقب

ص ص

حذّر الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا من أن تأخر التساقطات المطرية خلال الأسابيع الأولى من الموسم الفلاحي الحالي يثير قلقاً واسعاً في صفوف الفلاحين، رغم بعض الأمطار المحدودة التي عرفها شهر نونبر، والتي تبقى، على حد تعبيره، “أفضل مما كان عليه الحال في أكتوبر الفائت، حين كانت التساقطات شبه منعدمة”.

وأوضح أوحتيتا في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن هذه الأمطار الخفيفة منحت الفلاحين بداية أمل حذرة مع انطلاق الموسم الفلاحي، مشيراً إلى أن “السلطات المعنية لم تُعلن بعد عن معطيات دقيقة بشأن الوضعية المطرية الحالية أو التوقعات المستقبلية، مما يزيد من حالة الترقب في الأوساط الفلاحية”.

وأكد الخبير أن استمرار الغموض بشأن التساقطات يجعل الكثير من الفلاحين يترددون في إطلاق عمليات الزرع هذه السنة، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية، في حين يمكن لبعض الزراعات أن تُنجز حتى خلال شهر دجنبر المقبل دون مشاكل تذكر، شريطة تحسن الوضع المطري خلال الأسابيع المقبلة.

وأشار المتحدث إلى أن المناطق الشمالية والغربية ستكون المستفيد الأكبر من التساقطات الأخيرة، باعتبارها “مناطق فلاحية بامتياز تساهم بأكثر من 85 في المئة من الإنتاج الوطني للحبوب”.

لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن استمرار تراجع الأمطار سيؤثر ليس فقط على المردودية الزراعية، بل أيضاً على المساحات المزروعة، نتيجة تردد الفلاحين في المجازفة بزراعة مساحات واسعة بعد سنوات متتالية من الجفاف.

وقال الخبير إن “سبع سنوات من قلة الأمطار جعلت الفلاح المغربي يراجع حساباته، ويقلص من حجم أنشطته لتفادي الخسائر”، مضيفاً أن القطاع يعيش اليوم على أمل عودة منتظمة للتساقطات خلال دجنبر ويناير المقبلين، والتي من شأنها أن تنقذ المراعي والمساحات المخصصة للأعلاف، وتعيد شيئاً من الثقة إلى القرى والمناطق الزراعية التي تضررت بشدة في المواسم الأخيرة.

واختتم أوحتيتا تصريحه بالتأكيد على أن ملامح الموسم الفلاحي بدأت تظهر تدريجياً، لكنها تبقى رهينة بما ستحمله الأسابيع المقبلة من أمطار قد تحدد مصير الموسم بأكمله.

ومع انطلاق الموسم الفلاحي الجديد، تتجدد المخاوف بشأن الوضعية المناخية والزراعية بالمغرب، إذ يعتبر الخبراء هذا الموسم من أكثر المواسم تعقيدًا خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لاستمرار تأثير سنوات الجفاف السابقة وتأخر التساقطات المطرية في معظم جهات المملكة هذه السنة.

وتؤكد المعطيات الرسمية هذه المخاوف، بحيث صرح وزير التجهيز والماء، نزار بركة، بأن الوضع المائي الذي يمر به المغرب “استثنائي”، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه أزمة الجفاف للسنة السابعة على التوالي، مع نسبة عجز مائي مرتفعة.

وأوضح الوزير، في رده على أسئلة المستشارين البرلمانيين خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، أن “واردات الماء خلال شهر شتنبر 2025 لم تتجاوز 160 مليون متر مكعب، بالرغم من تحسن نسبي في التساقطات خلال السنة الماضية، حيث بلغ متوسط التساقطات 142 ملم على الصعيد الوطني، وواردات بلغت 4.8 مليار متر مكعب، إلا أن العجز المائي لا يزال مرتفعًا بنسبة 58 في المائة”.

كما أشار إلى أن “نسبة ملء السدود لا تتجاوز حاليًا 32 في المائة، بعد أن كانت 40 في المائة في شهر ماي الماضي، بسبب متطلبات إمدادات الماء الصالح للشرب والزراعة”.