story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

“غياب” كتب مدارس الريادة يغضب أولياء التلاميذ ومطالب للوزارة بالتدخل

ص ص

يعاني أولياء الأمور وتلاميذ “مدارس الريادة” خلال الموسم الدراسي الحالي من أزمة حقيقية في الحصول على المقررات الدراسية المعتمدة، بعدما أصبحت هذه الكتب نادرة في المكتبات الوطنية، ما تسبب في ارتباك واضح مع انطلاق الموسم الدراسي بعدد من المؤسسات التعليمية، وأثار استياء الأسر التي تجد صعوبة يومية في تأمين هذه المقررات لأبنائها.

من جانبهم، ينفي الكتبيون أية مسؤولية لهم عن الخصاص المسجل في كتب “مدارس الريادة”، مؤكدين أن المشكل لا يتعلق برفضهم البيع، بل بعدم تزويدهم بالكراسات من طرف الناشرين.

وفي هذا السياق، أوضح الكتبي يوسف العمراني في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، أن “المشكل لا يكمن في رفض الكتبيين بيع كراسات الريادة، بل في امتناع الناشر عن تزويدهم بها، بدعوى تهرّبه من منحهم هامش الربح المخصص لهم وفق ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات الخاص بكتب مدارس الريادة”.

وأشار العمراني إلى أن “هذا التصرف يعد خرقا صريحا لمقتضيات دفتر التحملات الذي ينظم العلاقة بين الوزارة والناشرين والكتبيين، ويضمن حقوق كل طرف في عملية التوزيع”.

وأضاف المتحدث أن “رابطة الكتبيين بالمغرب كانت قد نبهت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى هذه الإشكالية قبل انطلاق الموسم الدراسي، محذرة من أن تقليص أو إلغاء هامش ربح الكتبيين سيؤدي إلى اضطراب عملية التوزيع، وهو ما حصل فعلا اليوم في عدة جهات”.

وكانت رابطة الكتبيين بالمغرب قد أعلنت، في بلاغ لها، أنها تتابع بقلق كبير النقص الحاد في المقررات الدراسية الخاصة بمدارس الريادة، مؤكدة أن “هذا الخصاص يشمل عددا من العناوين في مختلف المواد والمستويات الدراسية”.

وأضاف البلاغ أن “المهنيين لاحظوا منذ انطلاق الموسم الدراسي توافد أعداد كبيرة من أولياء الأمور والتلاميذ على المكتبات بحثا عن كتب الريادة دون أن يتمكنوا من اقتنائها، بسبب قلتها أو نفادها أو نتيجة تأخر الناشرين في تزويد الكتبيين بها”.

وأكدت الرابطة أن “المكتبات لا تتحمل أية مسؤولية عن هذا الوضع، محمّلة الناشرين كامل المسؤولية جراء تأخرهم في الطباعة والتوزيع وعدم احترامهم للآجال المحددة وللهامش الربحي المتفق عليه في دفتر التحملات”.

وشددت الرابطة على أن “هذه الممارسات تمس بمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ وتعرقل السير المنتظم للعملية التعليمية”، داعية الوزارة الوصية إلى “التدخل العاجل لإلزام الناشرين باحترام التزاماتهم وضمان توفير الكتب بكميات كافية”.

كما دعت إلى “تفعيل دور لجنة التتبع والمراقبة التابعة للوزارة، من أجل ضمان وصول الكراسات إلى جميع التلاميذ، مع اعتماد قنوات توزيع شفافة ومنصفة تمكّن الكتبيين من أداء دورهم في أحسن الظروف دون تهميش”.

وأكدت أن “الكتبيين ينتظرون منذ أسابيع التوصل بهذه الكراسات التي يسأل عنها أولياء التلاميذ يوميا”، مشيرة إلى أن “استمرار الوضع الحالي يضر بمصالح الأسر ويعرقل انطلاقة الموسم الدراسي”.

وقد وصل النقاش حول هذا الموضوع إلى قبة البرلمان، حيث وجه النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية، حسن أومريبط، سؤالا كتابيا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخصوص معاناة أولياء التلاميذ مع غياب كتب مدارس الريادة.

وأبرز حسن أومريبط في سؤاله، أن “تجربة مدرسة الريادة تواجه تحديا كبيرا يهدد نجاحها، خاصة بعد الوعد بتوزيع الكتب مجانا، في حين تفاجأ الآباء بعدم توفرها في المكتبات بسبب ضعف الطبع أو الاحتكار بغرض بيعها بأثمنة مرتفعة”.

وأشار أومريبط في سؤاله إلى أن “ضعف هامش الربح الممنوح للكتبيين والذي لا يتجاوز 10% ساهم في تعميق الأزمة”، داعيا إلى”معالجة فورية للوضع تفاديا لانتشار السوق السوداء وضمان تمكين التلاميذ والأساتذة من المقررات والدروس الرقمية في أقرب الآجال”.

وفي غضون ذلك، ساءل البرلماني الوزير عن أسباب افتقاد كتب “مدارس الريادة” في المكتبات، وعن “التدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها لإنهاء هذا الوضع المقلق، وضمان توفير المقررات للتلاميذ، وتمكين الأساتذة من تنزيلها من المنصة الإلكترونية التي خصصت لهذا الغرض”.