story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

ليلة اختلطت فيها الأفراح بالأهازيج.. سلا تحتفل بقرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية

ص ص

عاشت مدينة سلا، مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، على إيقاع احتفالات شعبية واسعة عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعم لمقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، حيث شهدت ساحة باب المريسة وعدة شوارع رئيسية توافد حشود كبيرة من المواطنين من مختلف الأعمار، في أجواء غمرتها مشاعر الفخر والاعتزاز الوطني.

ومع حلول الساعة الثامنة مساءً، خرج السكان من كل الأحياء، صغارًا وكبارًا، حاملين الأعلام المغربية ومرددين شعارات وطنية تمجّد الوحدة الترابية، من قبيل “الصحراء صحراؤنا والملك ملكنا” و“عاش الملك محمد السادس”، احتفالا بنصر ديبلوماسي طال انتظاره.

وتنوعت مظاهر الاحتفال بين فرق الدقة المراكشية ومجموعات كناوة وأحيدوس وعيساوة، التي أضفت على الأجواء طابعًا فنّيًا وتراثيًا يعكس عمق الهوية المغربية المتنوعة، كما تعالت الأغاني الوطنية في الساحات، والتحفت النساء بالملحفة الصحراوية.

ولم تخلُ المشاهد من لحظات مؤثرة، إذ انهمرت دموع الفرح لدى الكثيرين، واختلطت الهتافات الوطنية بالأهازيج الشعبية في لحظات وصفها المشاركون بأنها تاريخية واستثنائية، جسّدت الالتفاف القوي للمغاربة حول قضيتهم الوطنية.

كما عرفت ساحة باب المريسة ازدحامًا كبيرًا بالسيارات والمارة، فيما توالت الاتصالات بين الأسر والأصدقاء لتبادل التهاني في هذه الليلة التي تحولت إلى احتفال وطني عفوي امتدّ في كل أرجاء المدينة.

وفي هذا السياق، اعتمد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 قرارًا جديدًا يدعم مبادرة الحكم الذاتي بشأن قضية الصحراء المغربية، وذلك بعد تصويتٍ سجل 11 صوتًا مؤيدًا وامتناع 3 دول، دون اعتراض من أي دولة دائمة العضوية، فيما لم تشارك الجزائر في عملية التصويت.

ويؤكد القرار، الذي قدّمته الولايات المتحدة الأمريكية، دعم مجلس الأمن لمقترح الحكم الذاتي الذي قدّمته المملكة المغربية سنة 2007 باعتباره الإطار المقبول والواقعي لمعالجة النزاع. كما قرّر المجلس تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لصالح تنظيم استفتاء في الصحراء (MINURSO) حتى 31 أكتوبر 2026.

ويُذكر أن اعتماد أي قرار في مجلس الأمن يتطلب الحصول على 9 أصوات مؤيدة على الأقل، مع غياب استخدام أي دولة دائمة العضوية لحق النقض (الفيتو).

وبعد هذا الإنجاز الديبلوماسي التاريخي، وجه الملك محمد السادس، خطابا إلى الشعب المغربي، أكد فيه أن المملكة تدخل مرحلة فاصلة في تاريخها الحديث، مع ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي للنزاع المفتعل على أساس مبادرة الحكم الذاتي.

وأكد الملك حرص المغرب على إيجاد حل سياسي نهائي يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، داعيا سكان مخيمات تندوف إلى اغتنام هذه الفرصة التاريخية للانخراط في تنمية وطنهم في إطار المغرب الموحد.

كما وجّه الملك محمد السادس، دعوته للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لحوار صادق من أجل تعزيز حسن الجوار، مجددا الالتزام بمواصلة العمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي على أساس التعاون والاحترام المتبادل.