story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

أطباء مغاربة يواصلون مهامهم الإنسانية في غزة بعد الحرب

ص ص

أعلنت التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين عن دخول طبيبين مغربيين جديدين إلى قطاع غزة هذا الأسبوع، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للأطباء المغاربة الذين تمكنوا من الوصول إلى القطاع منذ أكتوبر 2023 إلى 11 طبيباً.

ويتعلق الأمر بكل من الدكتور عمر مستعين، الاختصاصي في جراحة العيون، الذي بدأ بالفعل في تقديم العلاجات لسكان القطاع، والدكتور عثمان زروال، الذي يعد أصغر طبيب مغربي يتمكن من دخول غزة.

ويعتبر الدكتور زروال طبيبا اختصاصيا في جراحة الأذن والأنف والحنجرة وعضوا في التنسيقية، ويتواجد حالياً في أحد مستشفيات القطاع.

ويأتي هذا الدعم الطبي المتواصل من طرف الأطباء المغاربة لسكان فطاع غزة، استجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة والحرجة في غزة، خصوصاً في مرحلة ما بعد الحرب.

وفي هذا الصدد أوضح الدكتور عبد الكبير الحسيني، اختصاصي الإنعاش والتخدير، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أهمية هذا الدعم، مشيراً إلى أن الخدمات الصحية في غزة تنقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى أثناء الحرب، حيث كان الطابع الغالب للعمل هو معالجة الحالات المستعجلة والإصابات الخطيرة، وإجراء العمليات المعقدة للجرحى والمصابين البالغين.

أما المرحلة الثانية، بحسب الحسيني، الذي عاد قبل 4 أشهر من مهمة إنسانية في قطاع غزة، فتهم ما بعد الحرب، وهي المرحلة التي تكون فيها الحاجة إلى الخدمات الصحية أوسع وأكثر إلحاحاً، نظراً لوجود مئات الآلاف من المصابين الذين يحتاجون إلى عمليات ترميمية وتقويمية وجراحات متعددة، فضلاً عن متابعة الأمراض المزمنة التي تعذر علاجها قبل وقف إطلاق النار.

وشدد الحسيني، عضو تنسيقية أطباء من أجل فلسطين، الذي عاش تجربة العمل الطبي في غزة خلال السنة الجارية قبل وقف إطلاق النار، وكذلك خلال عامي 2012 و2013، على أن الجهود الطبية والإنسانية يجب أن تظل مستمرة دون انقطاع.

وأكد أن الضغط الحالي لا يقل أهمية عن الضغط أثناء الحرب، وأن الأوضاع الصحية في القطاع تحتاج إلى شهور وربما سنوات حتى تعود إلى طبيعتها.

وأشار إلى أن استمرار الدعم الطبي والإنساني بعد انتهاء الحرب ضرورة ملحة، لأن الخدمات الصحية ستتضاعف، والأوضاع لن تستقر سريعاً.

واستحضر الحسيني تجربته خلال الحرب على غزة ما بين عامي 2012 و2013 ضمن بعثة طبية اشتغلت أثناء الحرب وبعدها، موضحاً أن التركيز في فترة ما بعد الحرب كان على الجراحة التقويمية ومعالجة الإصابات الجسدية المعقدة، ما تطلب عملاً كثيراً.

وتأتي هذه المهام في سياق جهود متواصلة تبذلها التنسيقية المغربية أطباء من أجل فلسطين، التي نظمت وشاركت خلال عامين في14 وقفة ومسيرة وطنية، و33 وقفة ومسيرة جهوية، إضافة إلى 13 ندوة ومهرجاناً تضامنياً، إلى جانب وقفة دولية واحدة خارج المغرب وإضراب واحد عن الطعام، بحسب حصيلة حديثة.

وقضى عبد الكبير الحسيني 15 يوماً من العمل الطبي المكثف وسط ظروف صعبة بقطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق، قبل عودته إلى الوطن في يونيو 2025.

واشتغل الدكتور الحسيني بمستشفيات عديدة من أبرزها مستشفى ناصر ومستشفى الأمل ومستشفى شهداء الأقصى، حيث قدم خدماته في الإنعاش والتخدير للمصابين والجرحى، وشارك في جهود علاج المدنيين الذين طالتهم آلة الحرب الهمجية لجيش الاحتلالالإسرائيلي.