story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

التايمز: ترامب يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين المغرب والجزائر

ص ص

أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى إبرام اتفاق سلام بين المغرب والجزائر، لإنهاء نزاع الصحراء المغربية المستمر منذ نصف قرن، في خطوة تراهن عليها واشنطن لتسجيل اختراق دبلوماسي جديد يعزز حظوظ ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، الخميس 23 أكتوبر 2025، أن مبعوثي ترامب شرعوا فعلا في العمل على التوسط لإبرام اتفاق خلال شهرين بين البلدين الجارين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية “صعبة” لتحقيق مصالحة بين الرباط والجزائر، اللتين ما تزال حدودهما البرية مغلقة منذ عام 1994.

وترى التايمز أن هذا الاتفاق المحتمل قد يفتح الباب أمام نفوذ أمريكي أكبر في المنطقة، مستفيدة من علاقات واشنطن الوثيقة بالمغرب، ومن ثقل الجزائر الطاقي ودورها المحوري في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، التي تعرف عودة متصاعدة للجماعات المسلحة.

وفي هذا السياق، قال ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، في برنامج 60 دقيقة على قناة CBS: “نحن نعمل حاليا على ملف الجزائر والمغرب، أعتقد أنه سيكون هناك اتفاق سلام بينهما خلال 60 يوما”

وقد أعلنت واشنطن في وقت سابق عن وقفٍ لإطلاق النار في غزة، وتسعى إلى تقديم ترامب كـ“وسيط سلام عالمي”، وفق الصحيفة التي أكدت أن “التوصل إلى اتفاق بين المملكة المغربية القوية والجمهورية الجزائرية التي يحكمها فعليا الجيش، مهمة بالغة الصعوبة”.

وفي غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن هيو لوفات، الزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، “إن الاهتمام الأمريكي بالملف يعكس تزايد المصالح الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة، إلى جانب القلق الدولي من احتمال اندلاع مواجهة مباشرة بين البلدين”، مضيفا أن ترامب “ينظر إلى الملف من زاوية المعاملة والصفقات، أكثر مما ينظر إليه كمسؤولية سياسية طويلة المدى.”

ومن جهته قال ريكاردو فابياني، مدير قسم شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أنه “من غير الواضح ما إذا كان الحديث الأمريكي يتعلق بعلاقات البلدين فقط، أم بملف الصحراء تحديدا”، مضيفا: “هل تعتقد واشنطن أنها قادرة على تسوية نزاع بهذا التعقيد خلال شهرين؟”.

وفي مقابل ذلك، صرح مسعد بولس، المبعوث الأمريكي إلى إفريقيا والشرق الأوسط، في حوار مع قناة الشرق السعودية الأسبوع الماضي، أن الجزائر “تبدي رغبة في تحسين علاقاتها مع المغرب، وتسعى إلى حل النزاع حول الصحراء بشكل نهائي وجذري.”

وأوردت الصحيفة البريطانية أيضا، أن “المغرب أكد وجود محادثات بتيسير أمريكي”، مشيرة إلى أن المستشار المقرب من الحكومة المغربية و المحلل في المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، زيد بلباغي، قال إن “المملكة لطالما كانت من دعاة السلام، واستعداد الرباط للحوار يتعزز بمؤشرات على انفتاح الجزائر على مسار التهدئة.”

ومن جهتها، لم تصدر الجزائر أي تعليق رسمي، غير أن وسائل إعلام قريبة من السلطة، تقول “التايمز” تحدثت عن “مبادرة أمريكية لتقريب وجهات النظر بين البلدين”، معتبرة أن الصمت الجزائري “قد يكون جزءا من مرحلة تمهيدية لأي مفاوضات محتملة.”

ويرى محللون أن الجزائر لن توافق على أي اتفاق سلام إذا واصلت واشنطن دعمها لموقف المغرب في الصحراء، خصوصا بعد أن جدد ترامب اعترافه بسيادة الرباط على الإقليم الجنوبية للمملكة، معتبرا مقترح الحكم الذاتي هو “الحل الواقعي الوحيد للنزاع.”

ويُذكر أن النزاع في الصحراء يعود إلى سنة 1975، حين انسحب الاستعمار الإسباني ونظّم المغرب “المسيرة الخضراء” بمشاركة 350 ألف متطوع لاسترجاع أقاليمه الجنوبية، وهو الحدث الذي سيحتفل بذكراه الخمسين الشهر المقبل.

وتضيف صحيفة “التايمز” أن الدعم الأمريكي للمغرب تعزز خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انضمت الرباط إلى “اتفاقات أبراهام” مقابل اعتراف واشنطن بسيادة المملكة على أقاليمها الصحراوية، وهي الخطوة التي تبنّتها لاحقاً قوى كبرى بينها بريطانيا وفرنسا.

ومع اقتراب موعد تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو) في 31 أكتوبر الجاري، تضغط واشنطن داخل مجلس الأمن لتأكيد مقترح الحكم الذاتي المغربي كأرضية واقعية للحل، فيما تصر الجزائر على خيار “تقرير المصير” وترى أن الموقف الأمريكي “منحاز وغير متوازن.”

ويخلص تقرير التايمز إلى أن فرص نجاح المبادرة الأمريكية “تبقى محدودة” في ظل استمرار القطيعة الدبلوماسية بين البلدين منذ 2021، حينما أعلنت الجارة الشرقية عن قطع علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب من طرف واحد وإغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية، بسبب ما اعتبرته “الأعمال العدائية” للمملكة.

غير أن المغرب لم ينساق وراء الخطوة الجزائرية وقرار قادتها، وظل ينهج سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر وعبر في العديد من الخطب الملكية عن رغبته في فتح صفحة جديدة معها، غير أن الطرف الجزائري لازال لم يرسل أية إشارة في تجاه حلحلة الموضوع والخروج من الأزمة.

*أكرم القصطلني_صحافي متدرب