story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
استثمار |

خبير: مشروع “سافران” يفتح آفاقا لجذب الاستثمارات وتنويع الشركاء

ص ص

في سياق تعزيز مكانة المغرب كقطب صناعي عالمي في صناعة الطيران، ترأس الملك محمد السادس، أمس الاثنين 13 أكتوبر 2025، حفل إطلاق أشغال إنشاء مجمع “سافران” لصناعة محركات الطائرات بمنطقة النواصر قرب مدينة الدار البيضاء.

وهو مشروع، بحسب خبراء، من شأنه أن يعزز تموقع المغرب كمنصة إقليمية لصناعات الطيران المتقدمة، ويكرّس حضوره ضمن سلاسل القيمة العالمية في مجال التكنولوجيا الدقيقة، على أن يتم مواكبة هذا التطور بسياسات قوية في مجالي التكوين المهني ونقل المعرفة الصناعية.

وفي هذا السياق، اعتبر المحلل الاقتصادي ورئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير  يوسف كراوي الفيلالي، أن الحمولة الاستراتيجية والسياسية لهذا المشروع تتجاوز كونه مجرد مشروع صناعي، موضحا أن “الاستثمار الذي يناهز مليار درهم سيُحدث في مرحلة أولى حوالي 600 منصب شغل، قبل أن يصل العدد إلى 900 منصب”.

وأوضح الفيلالي أن “الأهمية الكبرى لهذا المشروع لا تكمن فقط في الأثر المباشر على التشغيل، بل في قدرته على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز موقع المغرب كوجهة صناعية موثوقة على الصعيد الدولي”.

وأضاف أن “الهدف الأساسي للمغرب لا يقتصر على استقطاب المستثمرين الأوروبيين فقط، بل يشمل أيضا الفاعلين الاقتصاديين من آسيا وروسيا والولايات المتحدة، في أفق تنويع الشركاء الاقتصاديين والانفتاح على أسواق جديدة”.

وأشار المتحدث إلى أن “المغرب يسعى من خلال هذا النوع من المشاريع إلى أن يصبح صندوقا استثماريا ذا قاعدة إنتاجية متطورة، موجهة خصيصا للصناعات ذات القيمة المضافة العالية، مثل صناعة محركات وأجزاء الطائرات”.

وأكد أن “صناعة الطيران اليوم تُعد من أكثر الصناعات طلبا على المستوى العالمي، لأنها تنتمي إلى جيل جديد من القطاعات الصناعية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في عمليات الإنتاج والتجميع”.

ولفت إلى أن “هذه الدينامية تفتح أمام الشباب المغربي فرصا كبيرة للتكوين والتأهيل المهني من أجل الاندماج في سلاسل الإنتاج الدولية، خاصة في مجالات التجميع والتركيب والتصنيع الدقيق لمكونات الطائرات”.

وأوضح الفيلالي أن “تصنيع وتجميع أجزاء الطائرات أصبح صناعة عالمية مطلوبة، والمغرب يمتلك المؤهلات الضرورية لاحتلال موقع متقدم فيها بفضل بنياته التحتية الصناعية وكفاءاته الشابة.”

وفي هذا الإطار، شدد المتحدث على أن “المرحلة المقبلة تتطلب من المغرب توسيع المناطق الصناعية الحرة وجذب مستثمرين جدد في هذا القطاع الحيوي، بما يسهم في تكوين منظومة إنتاجية متكاملة ومنافسة على الصعيد الدولي”.

وخلص المحلل الاقتصادي إلى التأكيد على أن “العنصر الأهم في هذه المعادلة هو نقل المعرفة وتطوير الكفاءات المغربية، حتى يصبح للمغرب في المستقبل مقاولات وطنية خالصة قادرة على المساهمة في تصنيع أجزاء الطائرات وتطوير الصناعة الوطنية في هذا المجال”.

وسيضم هذا المركب، الذي ستحتضنه المنصة الصناعية المندمجة المخصصة لمهن الطيران والفضاء “ميدبارك” بالنواصر، مصنعا لتجميع واختبار محركات الطائرات لمجموعة “سافران”، وآخر مخصص لأنشطة صيانة وإصلاح محركات الطائرات من الجيل الجديد LEAP.