story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

اليحياوي: “جيل Z” لا يلوم الحكومة على الاستثمارات بل على ضعف أثرها الاجتماعي

ص ص

قال أستاذ الجغرافيا السياسية مصطفى اليحياوي، إن “جيل Z” لا يجب أن تتم محاسبتهم، لأنهم يفكرون بالمشاعر ويؤمنون بالواقع وبما يلمسونه، مؤكدا أن “السياسي في المغرب إذا أراد أن يتأقلم في خطابه مع هؤلاء الشباب، فعليه أن يكون صادقًا في مشاعره”.

وأوضح في هذا السياق، خلال مروره ضيفا على برنامج “لقاء خاص” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن “هناك خطيئة منهجية في الفعل العمومي، وهي أنه في كثير من الأحيان يتم التركيز على الأرقام الكمية مقابل إهمال الكيف”، مشيرا إلى أن “الحكومة في خرجاتها لا تتحدث سوى عن الأرقام، بينما يطرح الشباب سؤال الجدوى”.

وأكد المتحدث أن “هذا الجيل يطالب الحكومة بتوفير خدمات المواكبة، وذلك في وقت لا تصرف فيه الحكومة ولو درهمًا واحدًا على المواكبة الاجتماعية”.

وفي هذا الصدد، اعتبر اليحياوي أن “هذا الجيل يستدعي مهنًا اجتماعية جديدة تتجاوز قدرة البيروقراطية على الاشتغال معهم، لأنهم يرون أن المساطر التقليدية لا تقدم جدوى اجتماعية ولا تراعي الكرامة والحق وجودة الولوج إلى الخدمات”.

وقال اليحياوي إن “الشباب لا يلومون الحكومة على الاستثمارات الكبرى التي تقوم بها، بل يطرحون سؤال الجدوى من هذه السياسات والمشاريع إذا لم يكن لها أثر ملموس على حياتهم”.

وقدم مثالا على ذلك بمشروع “عدالة المجالس” الذي ورد في خطاب الملك عام 2013، والذي قال إنه “لم يتم متابعة تنفيذه عبر برامج حكومية واضحة سواء من هذه الحكومة أو التي سبقتها”، مضيفا أن “تقسيم الميزانيات السنوية غالبًا ما يكون روتينيًا ومحاسباتيًا فقط، دون قياس الأثر الاجتماعي أو رضا الناس عن الخدمات المقدمة”.

وأكد أن “الأهم هو معرفة ما إذا كان الإطار المنطقي للبرامج والسياسات قد أخذ بعين الاعتبار الأثر الاجتماعي كمحرك للتغيير”، ملفتا أن “الأثر الاجتماعي لا يمكن قياسه بالأرقام والمؤشرات فقط، بل يحتاج إلى مقاربة دقيقة تقيس رضا الناس وتأثير السياسات على حياتهم اليومية”.

وميز المتحدث بين مقاربتين في تقييم السياسات العمومية، وهما المقاربة الكمية والمقاربة الناعمة، موضحًا أن “هذه الأخيرة تشمل الخدمات التي لا يمكن قياسها بالأرقام فقط، مثل إحساس الإنسان بالأمن الاجتماعي، أي تمكينه من الوصول إلى حقوقه دون خوف، بحيث يمكن تقديم خدمات بسيطة لكنها تحترم كرامته”.

وأوضح أن “هذا الجيل يعيش ما يُسمى “فوارة المشاعر”، وهو جيل السوسيولوجيا السياسية الأخلاقية، يتميز بانشغاله الكبير بالقيم والأخلاق، في حين أن الدولة لا تمتلك حلولًا بديلة ذات طابع معياري أو تصويبات مستمرة على المدى الطويل، حيث تغيب آليات التتبع والتقييم منذ عام 2005، ويتم اعتبارها نوعًا من الترف”.

كما أشار اليحياوي إلى أن “السبب في استمرار هذه الإخلالات هو التهافت على التنخيب، حيث تنتظر النخب دورها لدخول النادي السياسي، دون وعي بكلفة هذا الدخول”، مؤكدا أنه “ما دامت المقاربات الكيفية لا تُفعّل بالشكل الكافي، فإننا نستمر في إعادة إنتاج نفس الأخطاء المنهجية في التخطيط الاستراتيجي للبرامج”.

لمشاهدة الحلقة، يرجى الضغط على الرابط