إحراق بنوك واعتقالات بالجملة.. تفاصيل ليلة عنف في سيدي يوسف بن علي

في الوقت الذي تواصل فيه خروج مظاهرات “جيل Z” السلمية بعدة مدن مغربية، اكتفت السلطات الأمنية بمتابعتها من بعيد دون تدخل، بل إن بعض المتظاهرين اختاروا تحية رجال الأمن بتقديم الورود لهم، شهدت مناطق أخرى محدودة ليلة أمس 02 أكتوبر 2025 انزلاقًا نحو العنف وأعمال التخريب.
ففي اليوم السادس من الاحتجاجات، خرجت في وقت متأخر من ليلة أمس مجموعة من القاصرين والشبان بحي سيدي يوسف بنعلي في مراكش الذين استغلوا الاحتجاجات السلمية، وأقدموا على أعمال عنف وتخريب تمثلت في إحراق ثلاث وكالات بنكية، اثنتان تابعتان للـ”تجاري وفا بنك” وواحدة لـ”كاش بليس”.
وأظهرت مقاطع فيديو توصلت بها صحيفة “صوت المغرب”، مخلفات مأساوية لهذه الأعمال التخريبية، حيث بدت الملفات البنكية متفحمة بالكامل، فيما تحطمت الأبواب والنوافذ الزجاجية، وظهرت آثار الدخان والسواد على جدران الوكالات التي تعرضت للحريق.
وأعقبت هذه الأعمال مواجهات عنيفة ومطولة مع القوات الأمنية، تخللتها عمليات تراشق بالحجارة، وانتهت بحملة اعتقالات واسعة، كما أظهرت ذلك مقاطع فيديو متداولة.
وفي المقابل، اتسمت غالبية المظاهرات التي شهدها المغرب يوم أمس بسلمية واضحة، خاصة في مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة، حيث احتشد المتظاهرون في نقاط مختلفة مرددين هتافات تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، مؤكدين تمسكهم بحقهم في التعبير بشكل حضاري.
وبدوره، شهد حي “كيليز” بمراكش تنظيم احتجاجات سلمية لـ”جيل Z”، انتهت دون تدخل من قوات الأمن، وذلك قبل اندلاع لأعمال عنف بحي سيدي يوسف بنعلي بعد منتصف الليل، التي انتهت بشكل مأساوي.
ورفع المحتجون شعارات كان أبرزها “الشعب يريد رحيل أخنوش”، في حين لم تسجل قوات الأمن التي حضرت بساحات الاحتجاج أي تدخل لمنع الوقفات، على خلاف ما وقع في بداية هذه الموجة يوم السبت الماضي.
وفي الدار البيضاء، ناشد المتظاهرون الملك محمد السادس التدخل من أجل الاستجابة لمطالبهم، مرددين شعار: “الشعب يريد تدخل الملك”، كما دعوا إلى إطلاق سراح الناشط ناصر الزفزافي وجميع معتقلي الرأي.
أما في الرباط، فقد ردد المحتجون شعارات تطالب برحيل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، كما قاموا بتحية عناصر الشرطة على عدم تدخلها لفض المظاهرة.
ورغم سلمية الاحتجاجات في العاصمتين الإدارية والاقتصادية، فقد لوحظ إغلاق عدد من المحلات التجارية قبل الوقت الاعتيادي، فيما أفرغت أخرى من السلع والذهب تخوفاً من احتمال وقوع عمليات تخريب.
وانتقد المتظاهرون في المدن الكبرى غلاء المعيشة، داعين إلى إصلاحات سياسية واقتصادية أعمق، كما رفعوا شعارات من قبيل “الشعب يريد إسقاط الفساد” و”ولادكم قريتوهم.. أولاد الشعب هرستوهم”. وفي الوقت نفسه، شوهدت قوات الأمن وهي تراقب الوضع عن قرب دون احتكاك مباشر.
ويأتي استمرار هذه الاحتجاجات في سياق موجة غضب شعبي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، فيما يشدد المشاركون على سلمية تحركاتهم، مؤكدين أن مطالبهم “اجتماعية بالأساس”.