story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

القوارب بين الحلم والموت.. لبنى الأمين تعرض “جوار البحر” في منتدى أصيلة

ص ص

افتتحت الفنانة البحرينية لبنى الأمين، السبت 27 شتنبر 2025، معرضها الجديد “جوار البحر” بمدينة أصيلة، ضمن فعاليات المنتدى الثقافي في دورته الخريفية السادسة والأربعين.

المعرض، الذي أنجزته بين البحرين وأصيلة، يترجم علاقة الفنانة بالبحر باعتباره فضاءً مشتركاً بين موطنها الأم والمدينة المغربية التي ارتبطت بها على مدى عقدين من الزمن.

في حديثها مع صحيفة “صوت المغرب”، تقول الأمين إنها استلهمت فكرة المعرض من البحر الذي يحيط بأصيلة كما يحيط بالبحرين، لتجمع بين بحور متعددة في مشروع فني واحد.

القوارب التي شكلت إحدى أبرز العناصر البصرية في أعمالها، إذ استوحَتها من مشاهد القوارب التي تُستخدم للهجرة، ويتراوح قدرها بين الخطر والنجاة، وبين الموت والحلم.

وترى الفنانة أن القوارب تختزن معاني متناقضة، فهي تحمل الأمل في الوصول وتحقيق الحلم، لكنها في الوقت نفسه قد تقود إلى المجهول والفقدان، وبهذا المعنى، تحولت القوارب في أعمالها إلى رمز إنساني شامل يختصر تجارب البحث عن الخلاص والمصير المجهول.

على المستوى التقني، اعتمدت لبنى الأمين في معرضها بشكل أساسي على الكولاج والسينوغرافيا، حيث تقوم بصناعة الورق بنفسها ثم تطبعه بالشاشة الحريرية، قبل أن تمزقه وتعيد تركيبه في أشكال جديدة من ابتكارها.

كما اعتمدت الفنانة على تنويع الدعائم الفنية بين الورق والقماش، مستثمرة الكولاج والرسم في آن واحد، هذا المزج، تقول، يتيح لها حرية أكبر في التعبير ويمنح كل لوحة نَفَسا مختلفا.

أما بخصوص ارتباط لبنى الأمين بأصيلة، فهو ليس وليد اللحظة، بل يمتد لأكثر من عشرين سنة من الحضور الدائم والمشاركة المستمرة في المنتدى، فقد وصفت المدينة بأنها “محبوبتها الجميلة” التي تجد فيها فضاءً للإلهام والتجديد، وتؤكد أنها تعتبر نفسها جزءاً من نسيجها الفني والثقافي.

وخلال حديثها، تتذكر الفنانة بكثير من التأثر الراحل محمد بن عيسى، الذي كان وراء تعرفها على المنتدى وتشجيعها على الاستمرار، فتقول إنه كان مرشداً وداعماً ومعلمًا لن يتكرر، وأن فقدانه ترك فراغاً كبيراً في قلبها وفي ذاكرة المنتدى، لكنها تستحضر حضوره في كل مشاركة جديدة.

وتابعت أن منتدى أصيلة لم يكن مجرد حدث عابر، بل منصة صنعت أسماء كثيرة في مجالات الشعر والفن والنحت، فبالنسبة لها، المنتدى يعد فضاء للتطور الفني والتبادل الإنساني، حيث يتعلم الفنان من غيره ويتغذى على تجارب الآخرين.

وتضيف أن الورش الفنية التي يحتضنها المنتدى منذ 46 عاماً كانت مجالاً لبناء صداقات وعلاقات عبر العالم، وجسراً للتلاقي بين ثقافات مختلفة، هذه الدينامية، تقول، هي التي تجعل المنتدى تجربة فريدة لا مثيل لها في المنطقة.

واختتمت الفنانة بتمني استمرار هذه التجربة الفريدة، مؤكدة أن منتدى أصيلة يشكل مدرسة حقيقية في الانفتاح والتجريب الفني، وأن الحفاظ على هذا التقليد هو ضمانة لبقاء المدينة فضاءً عالمياً للفن والثقافة على مر الأجيال.