story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

ويحمان: سنكشف ظروف عودتنا لاحقًا وأسطول الصمود كسر حصار الصمت

ص ص

وصل الناشط أحمد ويحمان، ليلة الإثنين/ الثلاثاء 23 شتنبر 2025، إلى الدار البيضاء قادماً من إيطاليا، بعدما اضطر إلى وقف مشاركته في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة بسبب ظروف، اعتبر أنها “قاهرة لا يمكن الإفصاح عنها اليوم”، مشيرا إلى أن الأسباب كانت “مركبة”، بعضها أمني “لا يمكن الكشف عن تفاصيله”.

وكان في استقباله بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء عشرات النشطاء والسياسيين المغاربة، الذين عبّروا عن تقديرهم لتمثيله المغرب في هذه المهمة الإنسانية، إلى جانب الحقوقية خديجة الرياضي والطبيب محمد البورقادي، اللذين وصلا السبت الماضي، وباقي أعضاء الوفد المغربي في الأسطول.

وبخصوص أسباب مغادرته، قال أحمد ويحمان، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن القرار “لم يكن فرديًا”، وإنما جاء بعد نقاش موسع داخل السفن ومع اللجنة التوجيهية للأسطول، موضحا أن الأسباب كانت “مركبة”، بعضها أمني “لا يمكن الكشف عن تفاصيله”، مضيفًا: “نحن مطوقون بواجب التحفّظ وبمدونة السلوك وميثاق الشرف الذي تعاقد عليه المتطوعون، وفوضوا لقيادتهم أمر تدبيرها.”

وأشار ويحمان إلى أنّ الوضع الصحي والالتزامات المهنية لبعض المشاركين، مثل حالة الطبيب محمد البورقادي، من بين الاعتبارات التي تم النظر إليها في القرار، موضحًا أن الأخير خصّص عطلته السنوية للمشاركة في الرحلة لكسر الحصار عن غزة، “لكنها ضاعت بين التعقيدات والتأخيرات في تونس وإيطاليا”.

وأضاف المتحدث أن الظروف المذكورة لم تكن لتثنيهم عن الاستمرار في الطريق إلى غزة، مؤكداً أن ظروفهم كانت قاهرة، وقال: “سنتحدث عنها لاحقًا، في الوقت المناسب”، مؤكداً استمرارهم في أداء مهامهم من مواقع أخرى إلى حين إيقاف العدوان وضمان ممر آمن للمساعدات الإنسانية.

وعبّر ويحمان، وهو الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عن رغبته في مواصلة المسير حتى غزة والالتقاء بالمحاصرين هناك، قائلاً: “نحن ما زلنا في خضم الأسطول، لكن من موقع آخر. نحن اليوم أكثر قناعة بعدالة هذه القضية، وأكثر عزيمة على الاستمرار في النضال ضد التطبيع وضد الحصار من مواقعنا المختلفة”.

واعتبر أن الانخراط في أسطول الصمود العالمي “واجب شرعي ووطني وقومي وإنساني”. واستعرض بعض محطات الرحلة، موضحاً أنهم انطلقوا من ميناء سيدي بوسعيد في تونس، مرورًا بجزيرة زيمبرا/زيمبريتا، ثم واصلوا باتجاه صقلية الإيطالية. غير أن السفينة “قدس”، أثناء توجهها نحو المياه اليونانية، اضطرت بفعل عاصفة قوية للعودة إلى ميناء بورتو باولو جنوب إيطاليا، حيث ما تزال ترسو منذ خمسة أيام.

ولفت إلى أن الرحلة كانت محفوفة بتحديات طبيعية وبحرية صعبة، فضلًا عن عراقيل بيروقراطية في الموانئ. لكنه شدّد على أن ما ميز التجربة هو “روح التضامن العالية بين المتطوعين من مختلف الجنسيات، حيث عشنا تجربة أشبه بكمونة صغيرة يسودها الانسجام والبساطة والتآزر”.

وأضاف أن الأسطول “شكل حدثًا عالميًا كبيرًا ما يزال يتفاعل، لما يحمله من رمزيات أممية في مواجهة الصمت الدولي المخزي إزاء المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني عامة، وأهالي غزة خاصة”.

وأكد ويحمان أن معنويات المشاركين “مرتفعة جدًا رغم كل الصعوبات”، مشيراً إلى أنه رأى كيف تحولت السفن إلى فضاء للوحدة والتلاحم بين مناضلين من قارات وأديان وثقافات مختلفة يجمعهم هدف واحد: الحرية لفلسطين.

وشدد على ضرورة دعم أسطول الصمود وإسناده شعبيًا وإعلاميًا، قائلاً إن “الضغط الإعلامي والسياسي والشعبي يبقى أمرًا حيويًا لضمان وصول رسالة المتطوعين إلى العالم”. وختم بأن الأسطول، حتى إن لم تصل بعض سفنه إلى غزة، فقد نجح في “كسر الصمت الدولي وإعادة تسليط الضوء على الجريمة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.