story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

محللون: هجمات 11 شتنبر شرعنت خرق سيادة الدول وتخريب الشرق الأوسط

ص ص

تحل اليوم الذكرى الرابعة والعشرين لهجمات 11 من شتنبر 2001 التي استهدفت برجي التجارة العالمية في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن، وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى، في واحدة من أعنف الهجمات الإرهابية التي شهدها العالم.

وأسست هذه الأحداث التي هزّت الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، قبل حوالي ربع قرن، لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية، إذ لم تكن مجرد هجوم إرهابي عابر، بل نقطة تحوّل تاريخية دفعت الدول إلى إعادة النظر في سياساتها الأمنية والدبلوماسية، وأصبح منذ ذلك اليوم، الحديث عن عالم ما قبل وما بعد 11 شتنبر.

ويجُمع الخبراء والمحللون على أن هذه الهجمات كانت حدثًا مفصليًا، بحيث لم يعد النظام العالمي كما كان من قبل. فالقوانين والتشريعات تغيرت، والمقاربات الأمنية أصبحت طاغية، والنقاش العمومي الدولي صار يتمحور حول الإرهاب ومواجهته.

وفي هذا السياق، يرى الصحافي والكاتب في الشأن الأمريكي حمزة الأنفاسي أن عالم ما قبل 11 شتنبر لا يشبه عالم ما بعده، بحيث تم سنّ قوانين في الولايات المتحدة والغرب مكنت الحكومات من التحكم في بيانات المواطنين عبر ما سمي بقانون “باتريوت” الأمريكي (USA PATRIOT Act).

ويضيف الأنفاسي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن هذه الهجمات أسست لقاعدة جديدة في العلاقات الدولية، تقوم على حق أي دولة في ملاحقة من تعتبرهم إرهابيين خارج إطار القانون، في خرق صريح للقانون الدولي الذي ينص على أن تتم المعاقبة عن طريق المتابعة القضائية.

وأكد المتحدث أنه بنفس هذه القاعدة الخارجة عن القانون، يتابع الجميع اليوم ما تقوم به إسرائيل في عدد من الدول التي تنفذ هجماتها بذريعة محاربة الإرهاب.

وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط كانت من أكثر المناطق تضررًا، حيث شهدت تخريبًا واسعًا مازالت آثاره مستمرة إلى اليوم، لافتا في هذا الصدد، إلى أن الفراغ السياسي في أفغانستان، وبشكل أكبر في العراق، أدى إلى نشوء تنظيمات متطرفة كان أبرزها تنظيم داعش، إلى جانب جماعات أخرى، وكلها جاءت كرد فعل مباشر على أحداث 11 شتنبر.

ومن جانب آخر، اعتبر الأنفاسي أن أحد أبرز التغييرات التي أفرزتها الهجمات، تمثل في هيمنة المقاربة الأمنية على السياسات العالمية، إذ صارت هذه المقاربة حاضرة بقوة في ملفات مثل الهجرة، وأصبحت تتحكم في السياسات الداخلية والخارجية لعدد كبير من الدول.

كما أكد أن الهجمات فتحت الباب واسعًا أمام خرق السيادة الوطنية لدول عديدة، “فقد صارت الولايات المتحدة تنفذ عمليات عسكرية في دول مثل باكستان واليمن وسوريا والصومال وليبيا، دون احترام للقانون الدولي أو لسيادة تلك الدول”.

ومن جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي محمد العمراني بوخبزة، أن 11 شتنبر شكّل لحظة تحوّل عميقة في النظام العالمي، وذكر أن من بين أبرز المظاهر التي نتجت عن هذه الأحداث تفشي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في النقاشات العمومية والدولية، كما أصبحت ظاهرة الإرهاب محورًا رئيسيًا في الأجندة العالمية، وجرى توظيفها لتبرير قرارات وسياسات عديدة داخل الدول وخارجها.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن المجتمع الدولي عاش مخاضات كبيرة بعد الهجمات، حيث استُعمل شعار محاربة الإرهاب كذريعة لاتخاذ العديد من القرارات، إذ تم المساس بالسيادة الوطنية لدول، وإسقاط أنظمة، والمساس بمصالح دول أخرى، وهو ما انعكس بشكل مباشر على السلم العالمي.

ويرى بوخبزة أن تداعيات 11 شتنبر شملت أيضًا سقوط أنظمة ونشوء دول فاشلة تعيش حالة من التوتر وانعدام الأمن.

وتابع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن هذه التحولات أثّرت كذلك بالسلب على التنمية في عدد من الدول التي دخلت في حالة تخلف حقيقي بفعل قرارات ارتبطت بذريعة محاربة الإرهاب، مستشهدا بانهيار نظام صدام حسين في العراق وما أعقبه من فوضى وتنظيمات متطرفة كتنظيم “داعش” الإرهابي.

وفي نيويورك، أحيا سكان المدينة الذكرى الـ24 للهجمات الإرهابية التي شهدتها المدينة في 11 شتنبر 2001، خلال مراسم مهيبة بمقر النصب التذكاري لبرج التجارة العالمي في مانهاتن السفلى.

وجرت هذه المراسم الرسمية بحضور أفراد من عائلات الضحايا، الذين قاموا بسرد أسماء ضحايا هذه الهجمات.

وانطلقت المراسم بالوقوف دقيقة صمت بحلول الساعة 8:46 صباحا، وهو التوقيت الذي اصطدمت فيه الطائرة الأولى المختطفة بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.

وشارك العديد من المسؤولين في هذه المراسم، من بينهم عمدة نيويورك، إريك أدامز، وحاكمة الولاية، كاثي هوكول، وحاكم نيوجيرسي، فيل مورفي، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، كاش باتيل.

كما حضر هذا الحدث المرشح الديمقراطي للانتخابات البلدية، زهران ممداني، ومنافسه الأبرز، الحاكم السابق لنيويورك، أندرو كومو، إلى جانب العمدة الجمهوري السابق للمدينة، رودي جولياني.

واضطر نائب الرئيس الأمريكي، جي. دي. فانس، إلى إلغاء مشاركته في هذه المراسم التي كانت مقررة، حيث توجه إلى يوتا للقاء أسرة تشارلي كيرك، المؤثر السياسي المحافظ الذي تم اغتياله أمس الأربعاء في هذه الولاية بالغرب الأمريكي.

وخلفت هجمات الحادي عشر شتنبر 2001، التي استهدفت رموز القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية للولايات المتحدة، من قبيل برجي مركز التجارة العالمي ومقر البنتاغون قرب واشنطن، مصرع حوالي 2977 شخص.

وإلى جانب الحصيلة الثقيلة للخسائر البشرية التي خلفتها هذه الهجمات، التي ارتكبها تنظيم القاعدة، فقد تركت أثرا نفسيا لا ينمحي بالنسبة لعائلات الضحايا والأمريكيين الذين عاشوا هذا الفصل المأساوي في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة.

وبمقر البنتاغون، شارك الرئيس دونالد ترامب، مرفوقا بالسيدة الأولى، ميلانيا ترامب، في مراسم مماثلة تكريما لأرواح ضحايا هذه الهجمات.

كما جرى تنظيم مراسم مماثلة في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا، حيث تحطمت طائرة رابعة تم اختطافها في اليوم ذاته.