story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

في الذكرى الثانية لزلزال الحوز.. مئات المتضررين لازالوا يعيشون في خيام مهترئة

ص ص

كشف ناشطون استمرار عيش مئات المتضريين من زلزال الأطلس الكبير، الذي ضرب منطقة الحوز ومناطق أخرى، داخل خيام مهترئة رغم مرور سنتين على الزلزال المدمر، معتبرين أن الأرقام الرسمية المقدمة حول إعادة الإعمار “متضاربة وتفتقر إلى المصداقية”، في وقت ما تزال فيه آلاف الأسر تنتظر إنصافها.

جاء ذلك خلال ندوة صحافية نظمها الإئتلاف المدني من أجل الجبل بالتعاون مع التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز، الاثنين 8 شتنبر 2025 بالرباط، لتسليط الضوء على المعاناة المستمرة لضحايا زلزال الثامن من شتنبر، وكشف الواقع الحقيقي الذي يعيشونه، وتقديم المعطيات الميدانية أمام ما يروج له إعلاميًا من “معلومات غير دقيقة”.

وفي السياق، وقف منتصر إثري، عضو التنسيقية الوطنية لضحايا زلزال الحوز، عند ما وصفه بـ”التناقضات الواضحة” في أرقام الدولة بشأن عدد الأسر المستفيدة من دعم وإعادة إعمار المناطق المنكوبة، مطالبا بالشفافية في التعامل مع المواطنين المتضررين وتمكينهم من الدعم.

وأوضح إثري، أن الاجتماعات الحكومية قدمت معطيات “متباينة”، مبرزا أن تقارير تحدثت عن استفادة 46 ألف أسرة من أصل 56 ألف، ما يعني أن 11 ألف أسرة ما زالت تعيش في الخيام، في حين صرحت الحكومة في اجتماع يناير الماضي بوصول عدد المستفيدين إلى 33 ألفاً فقط، قبل أن تعود بعد ذلك، لتؤكد أن العدد بلغ 35 ألفاً، ثم 46 ألفاً، وهو ما يثير تساؤلات حول مصداقية هذه المعطيات.

وأضاف المتحدث “أن آلاف الأسر لا تزال تقيم في خيام مهترئة منذ الزلزال الذي ضرب المنطقة يوم 08 شتنبر 2023، في ظروف صعبة تسببت في إصابات ومآسٍ إنسانية متكررة”، مؤكداً أن العديد من الشكايات رُفعت للسلطات دون أن تلقى استجابة فعلية.

وأشار إلى أن تدبير هذا الملف، “ما زال يشوبه الغموض والاختلالات، في ظل غياب أرقام دقيقة وشفافة”، بينما تستمر معاناة الضحايا الذين يعيشون أوضاعاً لا تليق بالكرامة الإنسانية.

وشدد عضو التنسيقية الوطنية على أن الدولة مطالَبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالتفاعل الجدي مع شكايات المتضررين، وإعطاء صورة حقيقية عن حجم الدعم المقدم، مع ضرورة الإنصات إلى الشهادات المباشرة للضحايا باعتبارها السبيل الأمثل لفهم حجم المأساة وإيجاد حلول عادلة ومنصفة.

ومن جانبه قال الحسين المسحت، عضو السكريتارية الوطنية للإئتلاف المدني من أجل الجبل، إن معاناة ضحايا زلزال الحوز ما تزال مستمرة رغم مرور سنتين على الفاجعة، مشيراً إلى أن الخيام التي لجأ إليها السكان تحولت إلى مصدر مآسٍ جديدة، “حيث سُجلت ثلاث حالات وفاة بسبب حرائق نشبت في هذه الخيام”.

وأوضح أن بعض المسؤولين ما زالوا ينكرون وجود هذه الخيام، “وكأنهم يتحدثون عن أقاليم أخرى غير التي نعيش ونعايش معاناتها يومياً”.

وشدد المسحت على أن مطلب الإئتلاف لا يقتصر على العدالة المجالية فقط، بل يتجاوزها إلى ضرورة التحلي بالصراحة والشفافية في الخطاب الرسمي، بعيداً عن “التبريرات الفارغة التي تزيد من جراح الأسر المكلومة”.

وأضاف، أن الفاعلين المدنيين عازمون على مواصلة نضالهم وزياراتهم الميدانية إلى مختلف المناطق المتضررة من الحوز إلى تارودانت، لكشف حقيقة الأوضاع التي لا تعكسها التقارير الرسمية.

وتوقف المتحدث عند الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش، واعتبره إشارة إيجابية نحو معالجة الاختلالات، لكنه أكد أن “الوعود وحدها لا تكفي”، وأن المطلوب اليوم خطوات عملية تعيد الاعتبار للمناطق الجبلية.

وكشف عضو الإئتلاف المدني أن هذه المجالات الجبلية، رغم غناها الطبيعي والثقافي وكونها توفر 70% من الموارد المائية و62% من الأراضي الزراعية، تعاني عزلة جغرافية وفقرًا مدقعًا وظروفاً مناخية قاسية، مضيفا أن الأرقام تؤكد هشاشتها، إذ تحتضن 66% من التساقطات الثلجية بالمغرب و82% من الزلازل المسجلة منذ 1994، في وقت تظل السياسات العمومية غائبة أو غير منصفة.

وخلص المسحت إلى التأكيد على أن ما يضاعف من آلام الضحايا هو المفارقة الصارخة بين قدرة الدولة على إنجاز منشآت رياضية كبرى في ظرف 18 شهراً فقط، وبين عجزها عن إنهاء مأساة آلاف الأسر التي ما زالت تعيش في خيام مهترئة بعد سنتين من كارثة الزلزال.