“غريبة وغير منطقية”.. مربو الماشية يستغربون نتائج إحصاء القطيع

عبر مربو الماشية عن استغرابهم من نتائج الإحصاء الأخير الذي أجرته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والذي كشف عن زيادة كبيرة في عدد الرؤوس بالمغرب مقارنة بالإحصاء السابق، حيث أفادت الوزارة أن إجمالي عدد رؤوس الماشية على الصعيد الوطني بلغ 32.832.573 رأسًا، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في أعداد الأغنام والماعز.
في هذا السياق، قال علاء الشريف العسري، مربي ماشية بالقصر الكبير، إن “المربين تفاجأوا بشكل كبير من النتائج المعلنة من قبل الوزارة، خصوصًا أن الإحصاء الأخير جاء بعد فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز خمسة أشهر من آخر إحصاء تم إجراؤه في فبراير 2025”.
وأوضح العسري، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن “الزيادة في أعداد الماشية المسجلة بلغت حوالي 7 ملايين رأس من الأغنام، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 50٪ مقارنة بالإحصاء الأول”، معتبرا أن “هذه الأرقام غريبة وغير منطقية، خاصة وأنها تتجاوز كل التوقعات ولا تعكس الواقع الذي يعيشه مربو الماشية في المملكة”.
واعتبر المتحدث أن هناك احتمالين لتفسير هذا الوضع؛ الأول أن الإحصاء الأول تضمن معطيات مغلوطة، معربًا عن أسفه إذا صح هذا الاحتمال، لأن الدولة اعتمدت عليه في اتخاذ قراراتها التي أفضت إلى إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد، وهو ما كبّد القطاع خسائر كبيرة ما تزال تبعاتها مستمرة إلى اليوم.
أما الاحتمال الثاني، وفق المتحدث ذاته، فهو أن تكون نتائج الإحصاء الأخير هي التي “تتضمن أخطاء”، معبّرًا عن مخاوفه من التداعيات الكارثية التي قد تترتب عن ذلك إذا جرى اعتمادها في اتخاذ القرارات المستقبلية المتعلقة بالقطاع.
واعتبر العسري أن الأرقام المغلوطة قد تؤدي إلى تبعات خطيرة، مما يعرض القطاع للمزيد من الأضرار والمشاكل الاقتصادية، خصوصًا في ظل التراجع الكبير في الأسعار والركود الذي يعاني منه المربون.
ومن جهة أخرى، شدد المصدر ذاته على أن ما يشغل بال المربين أكثر في هذه اللحظة هو أن تفي الدولة بوعودها التي قدمتها بعد إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي في عيد الأضحى الماضي، لافتا إلى أن الدعم المخصص للأعلاف والإناث “لم يصل إلى المربين حتى الآن”، رغم مرور خمس أشهر منذ صدور تعليمات الملك.
وأكد العسري أن هذا التأخير في صرف الدعم يفاقم معاناة المربين بشكل كبير، ويزيد من حجم الضغوط التي يعانون منها بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض أسعار الماشية، مضيفا أن المربين لا يزالوا في انتظار تنفيذ الوعود بأسرع وقت ممكن، حتى يتمكنوا من الحفاظ على قطيعهم وتحقيق الاستقرار في القطاع.
وفي غضون ذلك، دعا العسري وزارة الفلاحة إلى تدارك التأخر الحاصل والإسراع في تنفيذ الدعم المخصص للمربين، بهدف الوصول إلى الهدف المنشود الذي دعا إليه الملك، والمتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني من اللحوم الحمراء.
وفي بلاغ لها حول عملية إحصاء القطيع الوطني للماشية، أفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن عملية إحصاء القطيع الوطني بمجموع عمالات وأقاليم المملكة، خلال الفترة الممتدة ما بين 26 يونيو و11 غشت 2025، أسفرت عن تسجيل ارتفاع في أعداد رؤوس الماشية على الصعيد الوطني، إلى 32.832.573 رأس.
وأوضحت أن هذا القطيع يتوزع على الأغنام (23.158.248 رأس منها 16.348.449 أنثى) والماعز ( 7.474.172 رأس منها 5.293.805 أنثى) و الأبقار ( 2.094.109 رأس منها 1.556.842 أنثى) والإبل (106.044 رأس منها 91.432 أنثى ).
وبناء على هذه الإحصائيات، قررت الوزارة إلغاء قرار العمل بتعليق الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على عملية استيراد الأغنام والماعز وكذا استيراد الحليب المجفف وذلك بنهاية شهر شتنبر 2025، مع مواصلة وقف رسم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة المطبقة على عملية استيراد الأبقار للمساهمة في التشكيل التدريجي للقطيع الوطني من الأبقار.
ومن جهته، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، إن الإجراءات المتخذة للحفاظ على القطاع الوطني مكنت من الحفاظ على 3 ملايين رأس من الإناث التي ساهمت في تكاثر القطيع، و3.5 ملايين رأس من الذكور التي تساهم في تموين الأسواق الوطنية باللحوم الحمراء.
وأضاف الوزير، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت انعقاد المجلس الحكومي يوم الخميس 28 غشت 2025، أنه بالنسبة للأغنام والماعز، فقد بلغت الولادات الحديثة للفئة العمرية الأقل من ستة أشهر بلغت 6,400,000 رأس، إضافة إلى 3 ملايين رأس ولادات بين دجنبر 2024 ومارس 2025، أي ما مجموعه 9,400,000 رأس جديدة، كما بلغت النواة المنتجة من الإناث التي يفوق عمرها سنة واحدة 14 مليون رأس.
وذكر البواري أن العرض المتوفر لعيد الأضحى السابق لم يتجاوز 3.5 ملايين رأس من الذكور، في حين تجاوزت حاجيات العيد 6.5 ملايين رأس، وهو ما يبرز الدور الحاسم للتوجيه الملكي بعدم الذبح العشوائي.
وتابع أن الحكومة خصصت حوالي 11 مليار درهم لدعم مربي الماشية، مع التركيز على اقتناء الأعلاف والحفاظ على الإناث الموجهة للتوالد، وتخفيف مديونية المربين، وتنظيم حملات التلقيح والتأطير التقني.
وأوضح أن غالبية المستفيدين من الدعم هم من المربين الصغار، حيث أن 90٪ من مربي الأغنام والمعز يمتلكون قطعانًا تقل عن 50 رأسًا، و93٪ من مربي الأبقار يمتلكون قطعانًا تقل عن 10 رؤوس.
وبخصوص الإجراءات الأخرى، أكد الوزير أن الحكومة ألغت تعليق الرسوم الجمركية والضرائب على استيراد الأغنام والمعز والحليب المجفف، وواصلت وقف رسم الاستيراد والضرائب على الأبقار، لضمان تمويل الأسواق ودعم القدرة الشرائية، مع رفع حصة استيراد الأبقار المخصصة للذبح إلى 300,000 رأس حتى نهاية السنة الجارية.