مراري: تقرير الأمم المتحدة حول المجاعة في غزة يشكل أساسًا قانونيًا لمحاسبة إسرائيل

قال المحامي وعضو فريق محامي ضحايا الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية، عبد المجيد مراري، إن إعلان الأمم المتحدة لحالة المجاعة يعد إقراراً رسمياً من أعلى مؤسسة أممية، ويمكن اعتباره وثيقة قانونية قابلة للاعتماد أمام القضاء الدولي.

وأكد مراري في حديثه لـ”صوت المغرب”، أن الوضع يمثل جريمة حرب قائمة الأركان وفق المادة الثامنة من نظام روما التأسيسي لمحكمة الجنايات الدولية، كما يعتبر ضمن جرائم الإبادة الجماعية بحسب المادة الثانية من اتفاقية تجريم الإبادة الجماعية.

وأوضح مراري أن المجاعة تدخل ضمن أعمال الإبادة الجماعية لأنها تسبب ضرراً كلياً أو جزئياً لفئة معينة من السكان، سواء كانت جماعة إثنية أو عرقية أو دينية، مشددا أن إعلان الأمم المتحدة يعزز الحاجة الملحة لتدخل محكمة العدل الدولية وسرعة محاسبة إسرائيل على ارتكاب هذه الجرائم.

وقال إن “محكمة الجنائية الدولية يجب أن تعمق تحقيقاتها حول ما أوردته الأمم المتحدة”، مؤكداً أن “التحقيقات المفتوحة سابقاً تحتاج إلى الاستفادة من التوصيف الأممي الجديد لتسريع العملية القانونية”، حيث أكد أن التقرير يشكل قاعدة أساسية لتدعيم الدعوى المقدمة أمام المحكمة.

وأشار المتحدث إلى أن الدعوى حول جريمة التجويع قد تم تقديمها في التاسع من يوليوز من هذه السنة، وأن إعلان الأمم المتحدة بشأن المجاعة يضيف قوة قانونية للأدلة المطروحة أمام محكمة الجنائية الدولية.

كما شدد مراري على أن محكمة العدل الدولية مطالبة بالتحرك بسرعة لمحاسبة إسرائيل على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، مستدلاً بأن المجاعة كجريمة حرب تدخل ضمن إطار الإبادة الجماعية كما نصت عليه القوانين الدولية.

واعتبر مراري أن حالة المجاعة التي أقرتها الأمم المتحدة في غزة هي نتيجة مباشرة لحصار ممنهج، وتدمير منظم للبنية التحتية المدنية، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى تدمير الزراعة والصيد والمصانع.

وأكد أن كل ذلك يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي من طرف الاحتلال الإسرائيلي، ويعكس عجزاً تاماً من المجتمع الدولي، خاصة الدول الكبرى وعلى رأسها الدول الأوروبية.

وأضاف مراري أن ما يحدث في غزة لا يمثل مجرد كارثة إنسانية فحسب، بل هو عملية تدمير منهجي لحياة شعب بأكمله.

وأوضح أن المجاعة ليست مأساة طبيعية، بل هي جريمة سياسية وقانونية ارتكبتها إسرائيل تحت أنظار العالم، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية تقاعسه أمام هذه الجريمة، خصوصاً مع موت الأطفال أمام أعين الجميع.

وأعلنت الأمم المتحدة، يوم الجمعة 22 غشت 2025، رسميا المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا “كارثيا”.

وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما أن محافظة غزة – مدينة غزة – التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.