story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

“صوت غزة” الذي اغتالته إسرائيل.. مغاربة ينعون أنس الشريف ورفاقه

ص ص

أثار اغتيال الصحافي أنس الشريف وخمسة من زملائه في غزة تضامنًا واسعًا حول العالم، إذ عبّر العديد من النشطاء والصحافيين والسياسيين في دول مختلفة، من بينها المغرب، عن ألمهم واستنكارهم لاستهداف ستة صحافيين داخل خيمتهم أمام مستشفى الشفاء بالقطاع المدمر، في وقت متأخر من يوم الأحد 10 غشت 2025.

“صوت غزة” هكذا يُعرَّف مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف من قبل كل من ينعاه. إذ اعتبر ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع في هذا الصدد أن اغتيال أنس وزملائه “استمرارٌ في جرائم الاحتلال وسياساته الرامية إلى إسكات صوت الحقيقة وحجب الصورة التي تفضح مجازره الوحشية”.

وقال “إعلاميون من أجل فلسطين” في بيان توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن ما وصفوه بالجيش “الصهيو-نازي” لم يكتفِ بارتكاب هذه المجزرة، بل عمد إلى الإقرار بها والتبجح علنًا، في مشهد يبرز فظاعة الواقع المأساوي الذي تعيشه غزة، حيث تُستباح دماء الأبرياء من مدنيين ونساء وأطفال، وتُستهدف الصحافة “أمام أنظار دول ومنظمات أممية ومهنية، دون أن يحرك أي طرف ساكنًا”.

ودعا الائتلاف، الذي يضم صحافيين وصحافيات مغاربة، الجسم الصحافي في المغرب والعالم إلى التحرك ضد “آلة قتل الحقيقة” والضغط من أجل وقف العدوان على غزة، مطالبًا الدولة المغربية بقطع العلاقات مع إسرائيل، كما دعا إلى محاسبتها من طرف حكومات العالم.

وتحت عنوان “شهود الإبادة” كتب الصحافي المغربي مصطفى ابن الرضي: “هؤلاء هم التجسيد الفعلي لـ’مهنة المتاعب’.. حتى الموت. نقلوا مقتلة شعبهم، ولم يقبلوا أن يطفئوا الكاميرات وأن ينقطع الإرسال عن فضح إجرام إسرائيل”.

واعتبر ابن الرضي قتلهم “نكبة لكل الضمائر، وعارًا أن يمرّ اغتيال الصحافيين كشربة ماء”، منبّهًا إلى أن إسرائيل “قتلتهم لأنها تريد توسيع الإبادة من خلال قرار احتلال غزة، وتحتاج إلى إخفاء وطمس جرائمها”.

أما عن تبرير استهداف أنس الشريف بادعاء إسرائيل أنه ينتمي إلى المقاومة، فقال ابن الرضي: “نعم، أنس الشريف كان فعلًا ‘مقاتلًا’، في كتيبة الصحافة، وفرقة الكلمة، ولواء الحقيقة.. لأجل فضح الإبادة والمجرمين”.

بدوره، اعتبر الإعلامي حسن اليوسفي المغاري أن أنس الشريف وزملاءه شهود حق لا مقاتلين، مشيرًا إلى أنهم “يحملون الكاميرا والميكروفون لينقلوا للعالم أصوات الضحايا وصرخات الأطفال ودموع الأمهات”.

وأضاف المغاري أن رصاص الاحتلال “لا يفرّق بين طفل أو مسعف أو صحافي، لأن هدفه واحد: إسكات الحقيقة”، مشددًا على أن هذه الجريمة “ليست حادثًا معزولًا، بل استمرار لسياسة ممنهجة تستهدف الصحافة الفلسطينية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ومواثيق حماية الصحافيين”.

ومن جانبها، أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع وباقي طاقم فريقهما، معتبرة إياها “جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية”.

وأضافت النقابة أن عملية الاغتيال هذه تهدف إلى “إسكات صوت من بقي من الصحافيين ومنعهم من نقل الجرائم التي تُرتكب في حق السكان المدنيين في قطاع غزة، ومنع بقية العالم من الوصول إلى حقيقة الوضع الإنساني في غزة”.

وأوضحت أن هذه الجريمة “رفعت عدد الصحافيات والصحافيين الذين اغتالتهم آلة هذه الحرب القذرة إلى أكثر من 230 شهيدة وشهيد، لتكون الإنسانية أمام امتحان جديد لهذا الصمت المريب الذي يسمح باستمرار خرق قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وبدوره اعتبر مكتب إعلام جماعة العدل والإحسان أن دماء الصحافيين الشهداء “ستظل شاهدًا على شرف المهنة ورسالة الإعلام الحر”، كما أن كلماتهم وصورهم “ستبقى خالدة في ذاكرة الشعوب الحرة، ومنارة للأجيال، ووبالًا على الكيان الصهيوني وحلفائه، ومن اختار الصمت في ظل الإبادة الجماعية النازية التي لم يسلم منها لا الأطفال ولا النساء، ولا الطواقم الإعلامية والدفاع المدني”.

كما أدانت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، هي الأخرى، ما وصفته بـ”الصمت المريب” للأنظمة الرسمية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إزاء هذه الجرائم التي تطال الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في وضح النهار، مشددة على أن استهداف المؤسسات الإعلامية عمومًا وقناة الجزيرة خصوصًا، “محاولة يائسة لحجب الحقيقة عن شعوب العالم والتغطية على جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتجويع في غزة”.

وعلى المستوى الدولي، أدانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية اغتيال الجيش الإسرائيلي خمسة صحافيين من طاقم قناة الجزيرة بينهم مراسلها أنس الشريف وصحافيا سادسا في غارة طالت مدينة غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة في القطاع منذ 22 شهرا.

ونددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بـ”خرق صارخ للقانون الإنساني الدولي” وقال المفوض فولكر تورك على إكس إن “على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين بمن فيهم الصحافيون”.

كما استنكرت منظمة “مراسون بلا حدود” أيضا، “بشدة وغضب الاغتيال الذي أقرت به” إسرائيل لأنس الشريف الذي وصفته المنظمة بأنه كان “صوت المعاناة التي فرضتها إسرائيل على الفلسطينيين في غزة”، داعية “الأسرة الدولية إلى تحرك قوي لوقف الجيش الإسرائيلي”.

وأكدت المنظمة أن “على مجلس الأمن الدولي أن يجتمع بصورة عاجلة بناء على القرار 2222 الصادر في 2015 والمتعلق بحماية الصحافيين في زمن النزاعات المسلحة” لتفادي “جرائم القتل المماثلة خارج إطار القانون للعاملين في مجال الإعلام”.

بدورها، أدانت منظمة العفو الدولية “القتل المتعمد للصحافيين”، واصفة الشريف وزملاؤه بأنهم “عيون وأصوات غزة”. وأنهم “ورغم الجوع والإرهاق، واصلوا التغطية بشجاعة من الخطوط الأمامية، رغم التهديدات بالقتل”.

واعتبرت العفو الدولية أنه “لم يشهد أي نزاع في التاريخ الحديث مقتل عدد أكبر من الصحافيين كما هو الحال في إبادة إسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة”.

ومن جهته، أدان الاتحاد الأوروبي اغتيال الشريف وزملائه في ضربة إسرائيلية مباشرة استهدفت خيمتهم بجوار مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة المدمرة.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس بعدما ناقش وزراء خارجية الاتحاد الحرب في غزة في اجتماع عبر الفيديو إن “الاتحاد الأوروبي يدين قتل الصحافيين الخمسة في الجزيرة في غارة جوية (إسرائيلية) خارج مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وبينهم مراسل الجزيرة أنس الشريف”.

وأضافت كالاس أن الاتحاد الاوروبي أخذ علما بالاتهامات الإسرائيلية، و”لكن ثمة حاجة في حالات مماثلة إلى تقديم دليل واضح، في إطار احترام سيادة القانون، لتجنب استهداف صحافيين”.