“أوبن إيه آي” تطرح نموذجين للذكاء الاصطناعي

أصدرت “أوبن إيه آي” الثلاثاء نموذجين مفتوحَين للذكاء الاصطناعي التوليدي، يُمكن للمطورين إجراء تعديلات عليهما لتكييفهم وفقا لاحتياجاتهم.
وقال رئيس “أوبن إيه آي” التنفيذي سام ألتمان عبر منصة “إكس” إن الشركة الناشئة ابتكرت نموذجا “مفتوح الوزن”، أي أن مكوناته البرمجية الأساسية متاحة، يُحقق “أداء o4-mini” (وهو نسخة مُصغّرة من GPT-4o الذي يُعَدّ النموذج الأكثر تطورا لدى “أوبن إيه آي”)، يمكن تشغيله “على جهاز كمبيوتر محمول عالي الأداء”، و”نموذجا أصغر حجما يُمكن تشغيله على هاتف”.
وأضاف “أنا فخور جدا بالفريق. إنه نصر تكنولوجي كبير”.
والنموذج المفتوح الوزن هو نموذج ذكاء اصطناعي تُتاح معلماته (أو “الأوزان”) المُحددة أثناء مرحلة التدريب لعامة المستخدمين، مما يسمح للمطورين بتعديلها حسب رغبتهم.
لكن هذا لا يعني أن النموذج “مفتوح المصدر” بالكامل، إذ قد تبقى الشيفرة وبيانات التدريب خصوصا، خاضعة لقيود.
ويوفّر النموذجان الجديدان اللذان سُمِّيا “جي بي تي- او اس اس- 120 بي” gpt-oss-120b و”جي بي تي- او اس اس-
20 بي” gpt-oss-20b ضمانات الأمان نفسها التي توفرها نماذج “أوبن إيه آي” الأكثر تطورا، وفقا للشركة.
وأوضح المؤسس المشارك لشركة “أوبن إيه آي” غريغ بروكمان خلال مؤتمر صحافي أن “ما يميز هذين النموذجين هو أن في استطاعة الناس استخدامهما مباشرةً على بناهم التحتية المعلوماتية الخاصة … ومدّهما ببياناتهم الخاصة”.
أطلقت “أوبن إيه آي” موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي في نهاية عام 2022 مع “تشات جي بي تي”.
ومنذ ذلك الحين، تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة مثل “غوغل”، وعدد قليل من الشركات الناشئة، من خلال نماذج وأدوات مساعِدة قائمة على الذكاء الاصطناعي تتمتع بقدرات متزايدة، واضعة نصب أعينها ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي “العام”، أو “الذكاء الفائق”، بقدرات معرفية تفوق قدرات البشر.
لكنّ “أوبن إيه آي” أكدت عند تأسيسها عام 2015 أنها ستتيح الأبحاث والمعلومات المتعلقة بنماذجها للجمهور.
غير إنها لم تفعل ذلك إلا نادرا، مما أثار انتقادات كثر من مؤيدي هذه الطريقة، بمن فيهم أحد مؤسسيها الأساسيين إيلون ماسك.
وقال سام ألتمان الثلاثاء: “منذ تأسيس أوبن إيه آي، كانت مهمتها توفير ذكاء اصطناعي عام يُفيد البشرية جمعاء”.
وأضاف: “من هذه الزاوية، نحن متحمسون لأن يبني العالم على أساس تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المفتوحة، التي أُنشئت في الولايات المتحدة، وتستند إلى القيم الديمقراطية، وتكون متاحة للجميع مجانا، وتخدم أكبر عدد من الناس”.
وتنشر شركات أخرى نماذج مفتوحة المصدر من بينها شركة “ميتا” العملاقة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي وشركة “إكس إيه آي” الناشئة للذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، وشركة “ميسترال” الفرنسية.
والأهم من ذلك كله، في كانون الثاني/يناير، أصدرت الشركة الصينية “ديب سيك” نموذج “ديب سيك آر 1″، وهو نموذج مفتوح الوزن فاجأ أوساط التكنولوجيا بأدائه المنخفض التكلفة.
قال سام ألتمان بعد ذلك بوقت قصير خلال جلسة أسئلة وأجوبة: “أعتقد أننا كنا على الجانب الخطأ من التاريخ، وعلينا إيجاد استراتيجية مختلفة في ما يتعلق بالمصادر المفتوحة”.