story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

من ميناء البيضاء.. نشطاء يطالبون السلطات المغربية بتفتيش “سفن الإبادة”

ص ص

شهد محيط ميناء الدار البيضاء وقفة حاشدة احتجاجاً على اقتراب سفينة متجهة إلى إسرائيل من الميناء، استعداداً للرسو. وطالب المتظاهرون خلال الوقفة بتفتيش الشحنة التي يُرتقَب أن تحملها يوم الثلاثاء 5 غشت 2025، في طريقها إلى ميناء حيفا.

ورفع المتظاهرون بشعارات منددة برسو السفينة “ميرسك نورفولك” (Maersk Norfolk) بميناء الدار البيضاء، من قبيل: “هذا عيب هذا عار والسفينة وسط الدار”، و”كل مرة سفينة في المرسى والمخزن ما بغا يرسا”، و”الشعب يريد ترحيل السفينة”.

كما حملوا الكوفيات والأعلام الفلسطينية، إضافة إلى لافتات كُتِب عليها: “لا موانئ للإبادة، الحظر العسكري الآن”، وأخرى باللغة الإنجليزية من بينها “Israel bombs, Maersk delivers, Morocco allows”، أي “إسرائيل تقصف، ميرسك تنقل، والمغرب يسمح”، في إشارة إلى ما اعتُبر تساهلاً رسمياً في السماح بمرور شحنات عسكرية موجهة إلى إسرائيل.

وفي هذا الصدد، قال إسماعيل الغزاوي، الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن الوقفة تأتي احتجاجاً على رسو سفن تحمل معدات عسكرية في الموانئ المغربية.

وأوضح أن “هذه السفن ليست عادية، إذ إنها تنقل مكونات طائرات F-35، التي ستنتهي في نهاية المطاف بيد جيش الاحتلال الإسرائيلي”.

وقال الغزاوي إن السفينة “ميرسك أتلانتا” (Maersk Atlanta) وصلت إلى ميناء طنجة المتوسط البارحة، قادمة من ميناء هيوستن الأمريكي، مشيراً إلى أنه سُمِح لها بالرسو “رغم الاعتصامات والاحتجاجات التي عرفتها طنجة”. وأضاف: “السفينة تحمل شحنة يُشتبه في احتوائها على صناديق مخصصة لقطع غيار ومعدات عسكرية”.

وطالب الغزاوي بتفتيش الحمولة التي تحملها السفينة “ميرسك أتلانتا” بعد رسوها. وذكر أن السفينة الثانية “ميرسك نورفولك” يُتوقَّع أن ترسو اليوم في ميناء الدار البيضاء، قبل أن تتوجه بدورها نحو ميناء طنجة المتوسط لاستلام الشحنة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد المتحدث على الرفض التام لاستقبال مثل هذه السفن في موانئ المغرب، “لأنها في نهاية المطاف ستُسهم في تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالعتاد الحربي، ما يجعله يستمر في ارتكاب جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني”.

وقال: “نحن نرفض أن يكون المغرب طرفاً، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تسهيل عمليات تزويد الاحتلال بالمعدات العسكرية”، مشيراً إلى أن المطلب الأساسي من هذه الاحتجاجات اليوم هو أن تمارس السلطات المغربية مسؤولياتها، وتقوم بتفتيش دقيق لهذه الشحنات والتأكد من خلوها من أي معدات أو أدوات تدخل في نطاق الاستخدام العسكري، “لأن ذلك سيشكل خرقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وفي مقدمتها قرارات محكمة العدل الدولية”.

ونوّه إلى أن حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) تملك جميع المعطيات بشأن هذه الشحنات، بما فيها رقم الحاوية، ورقم بوليصة الشحن، “وكل المعلومات التي تؤكد الاشتباه في هذه الحمولة”، وهو ما يستبعد، بحسب تعبيره، “أي عذر للسلطات في عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة”، لافتاً إلى أنه “لا يمكنها التذرع بعدم الصلاحية”.

وقال إن هناك حالات سابقة تم فيها تفتيش الحاويات، حتى في الموانئ المغربية، “كما وقع عندما تم ضبط شحنة مخدرات”، متسائلاً: “كيف تم التفتيش في تلك الحالة؟ إذا كانت السلطات لا تملك صلاحية التفتيش، فكيف عرفت أن هناك مخدرات؟”. وتابع قائلاً: “هذا يثبت أن الإمكانيات موجودة، والإرادة السياسية هي ما نطالب بتفعيلها”.

وأعرب الغزاوي عن رفض النشطاء أن يكون المغرب متواطئاً أو صامتاً. وقال: “نريد أن يكون في صف الشعوب، والقضايا العادلة”.

وطالب الدولة بالانسجام مع مواقفها الدولية، التي من بينها توقيعها على الرسالة التي وجهتها تركيا إلى الأمم المتحدة للمطالبة بحظر تزويد الاحتلال بالسلاح، داعياً إلى الحفاظ على هذا الخط، وعدم التورط في أي شكل من أشكال الإبادة الجماعية.

يذكر أن السفينة “ميرسك أتلانتا” القادمة من ميناء هيوستن الأمريكي وصلت إلى ميناء طنجة المتوسط، يوم الأحد 3 غشت 2025، بالتزامن مع مظاهرة شعبية حاشدة في قلب المدينة، طالبت بمنع رسوّها، للاشتباه في نقلها شحنات عسكرية موجهة إلى إسرائيل.

وشهدت مدينة طنجة مسيرة شعبية نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، واتجهت نحو ميناء المدينة قبل أن تعترض القوات العمومية طريقها، مما حَوّل المسيرة إلى اعتصام استمر إلى وقت متأخر من ليلة الأحد/ الإثنين قرب الميناء.