story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أفلام |

“الأوديسة” بالصحراء.. ناقد سينمائي: الفيلم يبرز الأمن والاستقرار بالداخلة

ص ص

شهدت مدينة الداخلة تصوير مشاهد من الفيلم الهوليوودي “الأوديسة” (The Odyssey) للمخرج البريطاني-الأمريكي كريستوفر نولان، وهو عمل ملحمي حركي مستلهم من ملحمة هوميروس، تم تصويره في مواقع مختلفة حول العالم من بينها الصحراء المغربية.

الفيلم، المقرر عرضه في 17 يوليوز 2026، شارك في تصويره طاقم من نجوم هوليوود، من بينهم مات ديمون، وتشارليز ثيرون، وزندايا، ولوبيتا نيونغو، وآني هاثاواي.

رسالة سياسية

وفي هذا الصدد، عدّ الناقد السينمائي المغربي محمد بنعزيز، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، تصوير مشاهد من هذا العمل الأسطوري بالصحراء المغربية “تسليطاً من عين نولان الهوليوودية للأضواء والكاميرات على جمال شواطئ الداخلة، وعلى الاستقرار السياسي في الصحراء”.

وأشار بنعزيز إلى أن الفيلم الجديد، المقتبس من ملحمة “الأوديسة”، يأتي بعد فيلمه أوبنهايمر الذي حصد سبع جوائز أوسكار عام 2024، مبرزاً “الحقيقة التي تعيشها مدينة الداخلة في جنوب المغرب، مقابل ما يروّجه خصوم الوحدة الترابية للبلاد”.

واعتبر المتحدث أن تصوير الفيلم بأموال منتجين أمريكيين “رسالة سياسية واقتصادية” تفيد بأن “الاستثمار في الصحراء جنوب المغرب ممكن ودون مخاوف”.

وقال بنعزيز: “إذا كان مخرج الأوسكارات يأتي إلى مدينة الداخلة، فهو يجلب معه أخبارًا سارة سياسيًا وسينمائيًا”، موضحًا أن “الحسم قد تم في قضية الوحدة الترابية للمغرب، وما عدا ذلك يبقى مجرد كلمات ستبددها صور الكاميرا الهوليوودية على شواطئ الداخلة”.

ونبّه إلى أن وجود كاميرا نولان في الصحراء المغربية، على المستوى السياسي، يعد رسالة سياسية قبل أن يكون عملاً فنياً، “يمكن حتى للأعمى قراءتها”.

في المقابل، أثار تصوير الفيلم في المدينة الصحراوية غضب نشطاء من جبهة “البوليساريو” الانفصالية، كما واجه انتقادات من جهات مرتبطة بها مثل ما يسمى مهرجان “فيصحرا”، الذي ادعى أن الداخلة رغم كونها موقعًا جميلًا بكثبانها الرملية السينمائية “إلا أنها قبل كل شيء مدينة محتلة”.

وانتقدت إدارة المهرجان تصوير “فيلم رفيع المستوى في منطقة لا يستطيع فيها السكان الأصليون سرد قصصهم أو صنع أفلامهم”، على حد تعبيرها. وهو ما يعترض عليه الناقد محمد بنعزيز، الذي يرى أن من أهم الرسائل التي يمكن التقاطها من تصوير فيلم لنولان في الداخلة، هو أن المنطقة تنعم بالأمن والاستقرار السياسي.

عن فيلم الأوديسة

وقد استغرق تصوير الفيلم في مدينة الداخلة أربعة أيام، “تم خلالها استخدام تقنية جديدة كليًا من تقنيات أفلام آيماكس”، بحسب ما أعلنه استوديو هوليوود “يونيفرسال”، الداعم للمشروع.

أما على المستوى الفني، فيرى بنعزيز أن اقتباس نولان لنص ملحمي راسخ في فيلمه الجديد “يثبت أن السينما سرد قبل كل شيء”، مشيرًا إلى أن الملحمة “تُبرز الجنس البشري في أعلى مراحل الرجولة، وهو ما يبحث عنه المخرج”.

وأضاف أن المخرجين السينمائيين “يعشقون تصوير الحرب، إذ تُعد وفقًا لكلاوزفيتز استكشافًا في العنف وتدمير الأعداء”، معتبرًا أن الأوديسة “مزيج من الدم والخرافة”.

وعن اختيار الداخلة محطة من محطات التصوير، يشير بنعزيز إلى مجموعة من المشاهد في الفيلم، مثل اختلاط الدم بماء البحر، وصفاء المياه الذي يسمح بتصوير المقاتلين وهم يغرقون حتى القاع. ويقول: “لهذا جاء كريستوفر نولان إلى شواطئ الداخلة، لأن الديكور فيها يناسب السيناريو”.

تجدر الإشارة إلى أن الأوديسة، التي كُتبت في القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد، وتنسب إلى الشاعر هوميروس، تُعد من الأعمال الأدبية التي نادرًا ما تم اقتباسها سينمائيًا.

ومن أبرز تلك الاقتباسات، الفيلم الإيطالي Ulysses (1954) من بطولة كيرك دوغلاس وسيلفانا مانغانو، كما لعب رالف فاينس وجولييت بينوش الأدوار الرئيسية في فيلم The Return، المقتبس من القسم الأخير من الأوديسة، والذي صدر في الولايات المتحدة في دجنبر الماضي.

كما استخدم فيلم Ulysses’ Gaze (1995)، للمخرج اليوناني ثيو أنغيلوبولوس وبطولة هارفي كيتيل، عناصر من ملحمة هوميروس في قصة مخرج يعود إلى وطنه اليوناني. كذلك، اقتبس فيلم الأخوين كوين O Brother, Where Art Thou? (2000) من القصيدة الملحمية بأسلوب معاصر وساخر.

الداخلة.. المدينة الآمنة

وتوقف الناقد السينمائي محمد بنعزيز عند مجموعة من الأفلام التي تعود للمخرج العالمي كريستوفر نولان، قائلاً إن “نولان صوّر باتمان وهو يفكر في وال ستريت، ويحقق في ما يجري، ويكشف الأقنعة، ويحارب الشرير جوكر”، مشيراً إلى أنه “رغم ضجيج المؤثرات الصوتية واللعب بالمؤثرات البصرية، ظل البطل متصلاً بسياقه، قريباً منا، بعيداً عن خوارق أبطال أفلام شركة مارفل”.

وأشار بنعزيز، في السياق ذاته، إلى أن نولان عاد بقوة بعد ثلاثية باتمان من خلال فيلم أوبنهايمر، الذي “أظهر من خلاله عباقرة ألمانيا ويهود نيويورك في الجامعات الأمريكية، لإبراز كيف أن العالِم يكون مفيدًا قبل الحرب، لكنه يُنظر إليه كعدو بعدها، وهو ما يسبب الندم الأخلاقي”.

وأكد بنعزيز أن نجاح أفلام نولان، تشكّل حدثًا إعلاميًا دوليًا تتداول تفاصيله الصحف والقنوات وجمهور السينما. وأضاف أن تصوير الفيلم الجديد في الداخلة يأتي ضمن هذه الدينامية، قائلاً إن “قوة نولان الإعلامية تضع الداخلة في الواجهة، وتسلط الأضواء على شواطئها وجمالها واستقرارها السياسي”. وتابع: “لا مكان هنا لفوضى الصحراء الكبرى، المغرب بلد آمن، وتجاوز المسائل الأمنية ليتعامل مع المطالب الفنية والجمالية”.