بعد رسالة “حنظلة”.. المنظمون لـ”صوت المغرب”: حراكنا البحري مستمر حتى كسر الحصار

أقل من 65 ميلاً فقط، هي المسافة التي كانت تفصل السفينة “حنظلة” عن شاطئ غزة، متجاوزة سابقاتها من السفن التي حاولت كسر الحصار عن القطاع، قبل أن تقتحمها قوات جيش الاحتلال في المياه الدولية، وتختطف أفراد طاقمها البالغ عددهم 21.
“نحن نتقدم يا عشاق الحرية”. بهذه العبارة احتفى حساب السفينة “مافي مرمرة” التركية، والتي كانت أول محاولة لكسر الحصار خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة، بتجاوز السفينة “حنظلة” النقطة التي توقفت عندها “مرمرة” عندما هاجمها جيش الاحتلال على بعد 70 ميلاً من غزة المحاصرة منذ أكثر من 17 سنة.
وكانت السفينة “مافي مرمرة” (2010)، إلى جانب “ماريان” السويدية (2015)، و”حنظلة” النرويجية (2025)، اللتين أبحر على متنهما معاً الصحافي المغربي محمد البقالي، هي الوحيدة التي توقفت محاولاتها على بعد 100 ميل أو أقل من غزة منذ 2010.
في هذا الصدد، تقول اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، في تصريح خصّت به “صوت المغرب”: “نحن مستمرون في حراكنا البحري باتجاه قطاع غزة لكسر الصمت العالمي، وخرق الحصار المفروض على القطاع”.
وأضافت اللجنة الدولية أن من أبرز أهداف إبحار السفن التابعة لتحالف أسطول الحرية “إيصال رسالة واضحة مفادها أن هناك شعوباً حول العالم ما زالت ترفض الاستسلام للتطبيع مع الإبادة وجرائم الاحتلال”.
وقالت اللجنة إن هناك المزيد من السفن قادمة، مشيرة إلى أن خروج السفينة “حنظلة” بعد أسابيع فقط من إبحار السفينة “مادلين”، “هو إشارة واضحة منا على أن إرهاب الاحتلال لن يرهب القائمين على أسطول الحرية وهذه السفن”.
أما بخصوص اقتحام السفينة “حنظلة” واحتجاز أفراد طاقمها، فاعتبرت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، في تصريحها لصحيفة “صوت المغرب”، أن هذه الاعتداءات هي “إذعان الاحتلال في انتهاك القوانين الدولية وكل الأعراف والقيم الإنسانية”.
وهاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة “حنظلة” عبر عشرات الجنود المدججين بالسلاح من البحرية الإسرائيلية، بحسب المصدر ذاته، مشيراً إلى أنه لم يكن على متنها سوى ألعاب الأطفال المحشوة، والحليب، والأدوية، ويستقلّها ناشطون وصحافيون من أكثر من عشر دول حول العالم.
وشددت على أن الاعتداء على السفينة هو “غيض من فيض ما تشهده غزة من مجازر وإبادة جماعية وتجويع ممنهج”.
وأكدت على أنه ينبغي أن “تكون العيون كلها الآن على غزة، وعلى ما يحدث فيها، وعلى محاولات الاحتلال تضليل العالم بادعاء إيصال المساعدات”.
كما وجهت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة رسالة لشعوب العالم، بالقول: “لا تكفوا عن العمل، وابذلوا كل ما في وسعكم من أجل إيقاف الحصار والتجويع والإبادة”، معربة عن أملها في أن تُلهم سفينة “حنظلة” العالم أجمع للتحرك الواسع من أجل وضع حدّ لهذه المأساة المستمرة.
وفي 20 يوليوز الجاري، أبحرت السفينة “حنظلة” من ميناء غاليبولي الإيطالي في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 سنة.
وركبت السفينة، وهي قارب صيد صغير بُني سنة 1968 في النرويج، موج المتوسط بعد 40 يوماً من انتهاء مهمة السفينة “مادلين”، وهي تحمل على عاتقها رسالة سلمية، تهدف إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان قطاع غزة.
واقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي السفينة “حنظلة” التابعة لأسطول “الحرية” قبل وصولها إلى قطاع غزة، واختطفتها من فوق المياه الدولية مع احتجاز أفراد طاقمها البالغ عددهم 21.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الصحافي المغربي محمد البقالي، يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، إلى جانب 6 آخرين من النشطاء على متن السفينة “حنظلة”، اثنان منهم أُطلق سراحهما أمس.
وأفاد مصدر من اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أنه تم الإفراج عن كل من الصحافي بقناة الجزيرة محمد البقالي، وزميله الأمريكي وعد موسى، والفنان الأمريكي جاكوب إيثان بيرجر، إلى جانب الإيطالي أنطونيو مازيو، وغابرييل ماري دينيس.
ومن المفترض أن يكون البقالي في الطريق إلى باريس مساء هذا اليوم، بحسب مصدر ثانٍ مطلع، كان قد كشف يوم الأحد 27 يوليوز 2025، لـ”صوت المغرب” أنه سيتم الإفراج عن الصحافي المغربي الإثنين ظهراً مع ترحيله إلى العاصمة الفرنسية.
وبحسب محامي مركز عدالة، فقد مثل يوم الإثنين، 14 متطوعاً من النشطاء الذين كانوا على متن السفينة، أمام محكمة إسرائيلية، بعدما رفضوا الموافقة على عملية الترحيل الطوعي.
ويشدد المتطوعون، الذين يخوضون إضراباً عن الطعام، على أن مهمتهم كانت إنسانية بدافع الحاجة إلى التحرك ضد الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل، وضد الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة.
وأفاد الناشط الأمريكي كريستيان سمولز بتعرضه لعنف جسدي شديد على يد القوات الإسرائيلية، كما ذكرت عدة ناشطات أخريات أنهن تعرضن لسوء المعاملة وظروف احتجاز مروّعة، بما في ذلك انعدام التهوية رغم شدة الحر، وغياب المستلزمات الصحية الأساسية الخاصة بالنساء.
وأوضح مركز عدالة أنه بموجب القانون الإسرائيلي، لا تبت لجنة مراجعة الاحتجاز بالمحكمة في مسألة الترحيل نفسها، وإنما في ما إذا كان ينبغي الاستمرار في الاحتجاز بانتظار تنفيذ الترحيل.
وشدد المركز على أن استمرار احتجاز النشطاء المدنيين، الذين اختُطفوا من المياه الدولية، يشكّل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي، مطالباً بالإفراج الفوري عنهم خلال جلسات اليوم.
يُذكر أن رحلة “حنظلة” هي المحاولة رقم 37 ضمن “أسطول الحرية” لكسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2008، وقد واجهت معظم هذه المحاولات اعتراضاً أو منعاً من القوات الإسرائيلية.