أمام التزايد المهول في الإصابات.. سكان شفشاون يطالبون بمركز استشفائي للسرطان

وجّه عدد من سكان إقليم شفشاون، عريضة إلى رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يطالبون فيها بإدراج نقطة ضمن جدول أعمال الدورة المقبلة لمجلس الجهة، تتعلق بإحداث مركز إقليمي لعلاج مرضى السرطان بالإقليم.
وأوضح الموقعون على العريضة أن عدد المصابين بالأورام السرطانية في الإقليم يعرف “تزايدًا مقلقًا”، في ظل غياب أي مركز استشفائي متخصص، مما يفاقم من المعاناة الإنسانية والاجتماعية والنفسية للمرضى وأسرهم، معتبرين أن إحداث مركز إقليمي لعلاج السرطان أضحى ضرورة ملحة واستعجالية.
وتأتي هذه العريضة، التي تستند إلى مقتضيات المادة 36 من القانون التنظيمي رقم 111.14 المتعلق بالجهات، في سياق ارتفاع مطالب الساكنة بتقريب خدمات علاج الأورام، بالنظر إلى “الخصاص المهول” في البنيات الصحية المتخصصة على مستوى إقليم شفشاون، وهو ما يضطر المرضى إلى التنقل إلى مدن بعيدة مثل طنجة وفاس والدار البيضاء لتلقي العلاج، في ظروف “صعبة ومكلفة”، وفق ما ورد في نص العريضة.
وفي السياق، أكد أحمد أسلدي، رئيس جمعية مرضى السرطان بإقليم شفشاون، أن هذه العريضة، تمثل “صرخة صادقة من الإقليم بأكمله”، في ظل ما وصفه بـ”الوضع الكارثي” الناتج عن الارتفاع المهول في عدد المصابين وصعوبة ولوجهم للعلاج.
وقال أسلدي في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إن “نسبة الإصابات بالسرطان في إقليم شفشاون بلغت مستويات غير مسبوقة، ومعاناة المرضى وعائلاتهم تتفاقم يومًا بعد يوم، بسبب اضطرارهم للتنقل إلى مدن بعيدة، وهو ما يشكل عبئًا نفسيًا وماديًا يفوق طاقتهم، خاصة في ظل هشاشة الوضع الاجتماعي لأغلب الأسر”.
وأشار المتحدث إلى أن الجمعية التي يرأسها كانت تشتغل إلى جانب المرضى وأسرهم، حيث كان أعضاء الجمعية يتكفلون بمواكبة المرضى والمساهمة في مصاريف تنقلهم وعلاجهم، قبل أن تتوقف أنشطة الجمعية منذ قرابة خمسة أشهر بسبب غياب الدعم من مجلس الجهة، مبرزًا أن “شفشاون هي المدينة الوحيدة في الجهة التي لا تستفيد من دعم المجلس، رغم أن نسب الإصابة بالسرطان بها هي الأعلى”.
وانتقد أسلدي غياب مركز متخصص على غرار مدينة تطوان التي تتوفر على مركز للعلاج الكيميائي، مضيفًا أن “هذا التمييز المجالي غير مبرر، ويزيد من معاناة ساكنة الإقليم، التي تعاني الفقر والهشاشة”.
وختم تصريحه بالقول: “كل توقيع على هذه العريضة يقربنا من تحقيق هذا المكسب الإنساني والاجتماعي، ويمنح بصيص أمل لمرضانا في حقهم في العلاج والكرامة”.
من جانبه، قال أحد المصابين بالسرطان في إقليم شفشاون، إنه يعيش معاناة يومية بسبب بعد مراكز العلاج وغلاء الأدوية، مشيرًا إلى أن “كل موعد طبي يُحوِّله إلى رحلة شاقة ومكلفة نحو مدن بعيدة مثل طنجة أو فاس”.
وأكد في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أنه يشعر بالعجز أمام تكاليف التنقل والعلاج، ما يجعله حسب تعبيره “عبئًا ثقيلاً على أسرته التي تعيش أوضاعًا اجتماعية هشّة”.
وأوضح المتحدث أن غياب مركز استشفائي متخصص بالإقليم “يزيد من الإحساس بالتهميش والإقصاء”، معتبرًا أن “المرضى في شفشاون يعيشون وجع المرض ووَجع النسيان”.
ولم تفوت العريضة، التي وقعها سكان إقليم شفشاون، فرصة التذكير بالاختصاصات الموكولة لمجالس الجهات في مجال تأهيل العرض الصحي وتحقيق العدالة المجالية، كما نصت على ذلك المادة 82 من القانون التنظيمي 111.14، مشيرة إلى أن الجهة مدعوة إلى لعب دور محوري في هذا الورش، من خلال شراكات مع وزارة الصحة والجماعات الترابية والجمعيات العاملة في مجال دعم مرضى السرطان.
ودعت العريضة رئيس الجهة إلى إدراج هذه النقطة ضمن جدول أعمال الدورة المقبلة وفتح نقاش جدي ومسؤول حول سبل تنزيل هذا المشروع الحيوي، خدمة للحق في الصحة وضمانًا للكرامة الإنسانية لمواطني إقليم شفشاون.
ويطرح هذا الموضوع نفسه بشدة، داخل إقليم شفشاون الذي يحتضن أزيد من نصف مليون نسمة، إلا أنه لا يتوفر على أي مركز استشفائي متخصص في علاج السرطان، ما يضع مئات المرضى وعائلاتهم في مواجهة يومية مع الألم، والتهميش، والتنقل المُنهك نحو مدن بعيدة بحثًا عن العلاج.