جدل يُرافق زيارة بنعبد الله لآيت بوكماز.. والساكنة تنفي “الاستغلال السياسي”

أثارت الزيارة التي قام بها وفد من حزب التقدم والاشتراكية، برئاسة الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، إلى منطقة آيت بوكماز، تفاعلاً واسعاً، إذ جاءت عقب “مسيرة الكرامة” التي نظمتها الساكنة الأسبوع الماضي مشيا على الأقدام للمطالبة بفك العزلة وتحسين ظروف العيش، ما فتح الباب أمام تأويلات عديدة، إذ اعتبرها البعض “محاولة للركوب السياسي على مطالب الساكنة”.
وخلال هذه الزيارة، عقد الوفد اجتماعًا مع اللجنة التنظيمية للمسيرة، التي تضم ممثلين عن مختلف دواوير الجماعة، في إطار التواصل معها والإنصات لانشغالات الساكنة والتفاعل مع مطالبها الاجتماعية والتنموية.
وقد ضم الوفد أيضًا عضوي المكتب السياسي لحزب “الكتاب”، مصطفى الرجالي وكريم التاج، إلى جانب النائبة البرلمانية زهرة مومن، كما حضر اللقاء رئيس جماعة تبانت بآيت بوكماز، خالد تيكوكين.
“استغلال سياسي”
وفي ردود الأفعال التي أعقبت مبادرة حزب التقدم والاشتراكية، اعتبر فاعلون أن هذه الزيارة محاولة لـ”الركوب السياسي” على احتجاجات الساكنة، مؤكدين أنه “لو كانت هناك نية حقيقية لدى الأمين العام للدفاع عن مصالح سكان المنطقة، لكان قد اتخذ خطوات عملية خلال فترة توليه مسؤولية وزارة السكنى”.
وردًا على هذه الانتقادات، أكد الأمين العام للحزب نبيل بنعبد الله أن “برنامجه حين كان وزيرًا لقطاع السكنى شمل آيت بوكماز، واستفادت منه عدة دواوير بالمنطقة”، مشيرا إلى أن “شرفات أفيلال (عضو المكتب السياسي للحزب)، بصفتها وزيرة سابقة أيضًا، ساعدت دواوير الجماعة على الولوج إلى الماء الشروب”.
وأكد المسؤول الحزبي، في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، يوم الجمعة 18 يوليوز 2025، أن “ممثلي الساكنة الذين التقى بهم خلال الزيارة، أقرّوا بهذه المجهودات وثمنوا ما تحقق سابقًا”.
وأضاف المتحدث أن حزبه “سيبذل جهودا كبيرة من أجل حمل الملف المطلبي الخاص بساكنة المنطقة”، مشيرًا إلى أن “ما قد يتحقق من مكاسب لفائدتهم سيكون كفيلًا بإبراز الفرق بين الفاعلين السياسيين، ودحض الأحكام المسبقة التي تضع الجميع في كفة واحدة”.
“الأبواب مفتوحة“
من جهتها، عبرت اللجنة التنظيمية للمسيرة، أن “اللقاء مع نبيل بنعبد الله يأتي ضمن انفتاح الساكنة على كل المبادرات الجادة”، موضحة أن “الاجتماع تم في إطار الدينامية الاجتماعية والمدنية بالمنطقة، وحرصًا من السكان على الحوار مع مختلف الفاعلين”، كما شددت على أن “الهدف من اللقاء هو التفاعل مع المطالب التنموية وليس التسييس”.
وأوردت اللجنة في بيان توضيحي للرأي العام، أن “اللقاء مع وفد حزب التقدم والاشتراكية شكل مناسبة لتدارس عدة ملفات حيوية تهم المنطقة، على رأسها البنية التحتية والصحة والتعليم والماء الشروب، كما عبر بنعبد الله ورفاقه عن تضامنهم الكامل مع المطالب العادلة للسكان، وتم التأكيد على التزامهم بالترافع عن هذه القضايا داخل البرلمان، وعبر القنوات الوزارية والمؤسساتية المختصة”.
وفي هذا الإطار، ثمّنت ساكنة آيت بوكماز هذا التفاعل الإيجابي، معتبرة أنه يمثل دعمًا لمسارها النضالي السلمي، وأكدت في بيانها أن “الأبواب مفتوحة في وجه كل الأحزاب السياسية، مهما كانت توجهاتها، ما دامت النوايا صادقة، كما رحبت أيضًا بمبادرات الجمعيات والتنظيمات المدنية، في حال التزمت بخدمة المصلحة العامة للمنطقة”.
وشددت الساكنة على أن “لا علاقة لهذا اللقاء بما يُروج عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي، من محاولات لربط الزيارة بمحاولات سياسية ضيقة”، معتبرة أن “الحوار والانفتاح لا يتناقضان مع الدفاع عن المطالب المشروعة”.
وفي غضون ذلك، أكد البيان أن “ساكنة آيت بوكماز لا تزال متمسكة بحقها في تنمية مندمجة، تضمن الكرامة لجميع أبنائها، وتؤمن بأن التغيير الحقيقي لا يمكن أن يتم إلا بالحوار والمقاربة التشاركية”.