حمضي: المكيفات الكهربائية مهمة في الصيف لكنها قد تتحول إلى خطر صحي

أظهرت المعطيات الحديثة التي كشفت عنها وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن المنظومة الكهربائية المغربية سجلت ضغطا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الاستخدام المكثف للمكيفات الكهربائية، حيث سجل يوم 30 يونيو الماضي استهلاكا استثنائيا بوصول القدرة الإجمالية إلى ما يناهز 7.9 جيجاوات، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 5% مقارنة بالنسبة لنفس اليوم خلال السنة الماضية.
وفي هذا الإطار، تبرز أهمية معرفة الطريقة الصحيحة في استخدام هذه المكيفات، فبالرغم من دورها الحيوي في توفير الراحة وتقليل التأثيرات الصحية المرتبطة بالحر، إلا أن سوء استخدامها قد يُعرض صحة الأفراد للخطر، خصوصًا الفئات الهشة ككبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.
في هذا الصدد، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي، على أهمية وفوائد المكيفات الهوائية في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، موضحًا أن الحرارة تؤثر سلبًا على جودة النوم، حيث تؤدي إلى نوم متقطع وخفيف، مما يمنع الإنسان من أخذ القسط الكافي من الراحة.
وأضاف حمضي أن المكيفات لا تساهم فقط في تحسين النوم، بل تلعب أيضًا دورًا وقائيًا مهمًا، خصوصًا عند الأشخاص المسنين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، حيث يمثل ارتفاع درجات الحرارة ضغطًا إضافيًا على الجسم، وقد يُزيد من خطر الإصابة بأزمات قلبية، في حين أن تبريد الجو يُساهم في التخفيف من هذا العبء على الجسم.
ورغم هذه الفوائد، حذر حمضي من أن الاستعمال غير الصحيح للمكيفات قد يسبب مشاكل صحية مختلفة، من أبرزها الإصابة بالحساسية الناتجة عن تراكم الغبار أو البكتيريا داخل المكيفات، خاصة عندما لا يتم تغيير أو تنظيف فلاتر الهواء بشكل منتظم.
وأوضح حمضي أن من بين الأضرار الشائعة كذلك ما يُعرف بالصدمة الحرارية، والتي تحدث عندما يكون الفرق كبيرًا جدًا بين درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، موصيا بعدم تجاوز فرق 7 إلى 10 درجات بين الداخل والخارج، وذلك لتفادي تأثيرات مفاجئة على الجسم، خصوصًا الجهاز التنفسي.
وفي السياق نفسه، شدد حمضي على أهمية تنظيف وصيانة المكيفات بشكل دوري، مشيرًا إلى أن هذه الأجهزة تعيد تدوير نفس الهواء، مما يجعلها وسيلة لانتقال الميكروبات والفيروسات، خاصة في حال وجود شخص مريض داخل الغرفة، وهو ما قد يساهم في نشر العدوى بسرعة.
وأشار إلى أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للتأثر السلبي بالمكيفات، من بينها الأطفال، كبار السن، ومرضى الحساسية أو الربو، حيث تكون أجسامهم أقل قدرة على التكيّف مع التغيرات الحادة في درجات الحرارة أو الهواء الجاف الناتج عن المكيفات.
وبخصوص المروحيات، قال حمضي إنها تلعب دورًا محدودًا في التخفيف من الحرارة، خاصة عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدًا، إذ يصبح تأثيرها ضعيفًا، مؤكدا على أهمية عدم الجلوس مباشرة أمامها، بل وضعها في جهة من الغرفة والجلوس في الجهة المقابلة.
ولزيادة فعاليتها، أشار الخبير أنه يُمكن وضع قنينة ماء مثلج أمام المروحة الكهربائية، مما يساعد على تعزيز الإحساس بالرطوبة والانتعاش، حيث أوضح أن المروحية لا تُخفض درجة حرارة الغرفة مثل المكيف، بل تكتفي بإعطاء إحساس مؤقت بالبرودة على مستوى الجسم.