المغرب يراهن على المقاولات المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادي والتكنولوجي

قال بشير المغازلي، مسؤول الاستثمار لدى صندوق الإيداع والتدبير “CDG Invest”، إن المبادرة الوطنية لدعم تمويل الشركات الناشئة تمثل تحولًا نوعيًا في آليات الاستثمار بالمغرب، وتهدف إلى تعبئة موارد مالية ضخمة لخلق جيل جديد من صناديق رأسمال مغامر مخصص لتمويل المقاولات المبتكرة، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص.

وفي تصريحات خاصة لصحيفة “,صوت المغرب”، على هامش مشاركته في فعاليات معرض الألعاب الإلكترونية بالرباط، أوضح المغازلي أن هذه المبادرة التي أُطلقت في أبريل 2024 تأتي تتويجًا لاتفاق تم توقيعه بالرباط بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ووزارة الاقتصاد والمالية، وصندوق محمد السادس للاستثمار، وصندوق الإيداع والتدبير، ويقضي بإطلاق آلية تمويل مبتكرة موجهة لصناديق الاستثمار في الشركات الناشئة.

وتقوم هذه الآلية على اختيار شركات تسيير مغربية ودولية لإنشاء وإدارة صناديق تستثمر في شركات ناشئة مغربية أو شركات أجنبية لها أثر اقتصادي بالمملكة، سواء عبر التوظيف أو نقل التكنولوجيا.

وأضاف المغازلي أن المبادرة استقطبت حتى الآن أكثر من 47 ملف ترشيح من فرق تسيير، مغربية ودولية، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستخصص لاختيار الفرق المؤهلة، على أن تشرع هذه الفرق في تعبئة استثمارات لصالح شركات ناشئة في طور النمو، ذات طابع ابتكاري وتكنولوجي.

ويُرتقب، بحسب الاتفاق الذي أُعلن عنه سابقًا، أن تعبئ الدولة ما يقارب 1.5 مليار درهم، على أن يتم استقطاب استثمارات موازية من القطاع الخاص بقيمة مماثلة أو أكبر، بهدف بلوغ تمويل إجمالي يتراوح بين 2.5 و3 مليار درهم.

كما ينص البرنامج على إنشاء آليات للضمان والتغطية على المخاطر، تُمول من قبل الدولة، بهدف تقليص المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذا النوع من المشاريع.

وشدد المغازلي على أن المبادرة ليست محصورة في قطاع معين، بل تستهدف كافة المجالات الابتكارية، غير أنه عبر عن أمله في أن تحظى صناعة الألعاب الإلكترونية بنصيب وافر من هذه الاستثمارات، بالنظر إلى المؤهلات الكبيرة التي يزخر بها المغرب في هذا المجال، من مطورين شباب ومواهب رقمية واعدة.

وأضاف أن صناعة الألعاب أصبحت من أضخم الصناعات عالميًا، متجاوزة قطاع السينما من حيث العائدات، وهو ما يجعل منها قطاعًا استراتيجيًا للاستثمار في المستقبل.

واعتبر المغازلي أن هذه الآلية التمويلية تمثل خطوة أساسية نحو بناء منظومة رقمية متكاملة تواكب الدينامية الاقتصادية التي يعرفها المغرب، وتوفر للشركات الناشئة التمويل والدعم في مختلف مراحل تطورها، ما سيسهم في تعزيز مكانة المملكة كمنصة إقليمية للابتكار وريادة الأعمال في إفريقيا والعالم العربي.