الهلال “الأوربي” السعودي !
ثمانية أندية تبقت في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية، لتلعب دور الربع.. ستة منها أوربية، وإثنتان من أمريكا اللاتينية.
أنتظر ممن قرأ هذا السطر أن يقول لي .. “وا سبحان الله أ الشريف” هناك الهلال السعودي ممثل قارة آسيا الذي يصنع الحدث في هذه النسخة المتحورة، والذي أطاح بالعملاق الإنجليزي مانشستر سيتي في دون الثمن، بعد أن كان قد تأهل عن مجموعة صعبة ضمت أيضا الملكي ريال مدريد.
نعم صحيح، الهلال من حيث التعريف، هو ناد ينتمي للمملكة العربية السعودية وهو “زعيم” القارة الأسيوية، ولكن الذي شاهدناه منه في هذه البطولة “الحارقة” لا يدل على سعوديته أو أسيويته في شيء.. هو ناد أوربي بكل المواصفات.. بالهيكلة والتدبير والتسويق، وأيضا بقيمة اللاعبين وأسمائهم وتعاملهم مع المباريات امام اقوى خصوم العالم.
شاهدناه أمام ملك الأندية ريال مدريد يلعب بدون مركب نقص، ويأخذ بزمام المباراة في الوقت الذي يقرر ذلك، ويبني العمليات الهجومية بكل ثقة، ويعود للدفاع بالكتلتين المتوسطة والمنخفظة بكامل الروح القتالية، ويدبرون أطوار المباراة بذكاء وتركيز لافت يدل على القيمة الكبيرة للاعبيه وتجربتهم، وهم يجبرون “الميرينغي” الكبير على اقتسام نقاط المباراة.
وشاهدناهم أيضا في دور الثمن أمام عظيم المدربين غوارديولا، وما يشكله جيشه الكبير من النجوم من رعب للخصوم، وكيف أبهر رفاق ياسين بونو العالم بطريقة تدبيرهم الخرافية للمباراة وتطبيقهم لخطة مدرب كبير إسمه إنزاݣي الذي وجد تشكيلة من لاعبين متمرسين على المباريات الكبيرة وجلهم سبق له أن مارس في أقوى البطولات الاوربية وأعتدها.
الهلال السعودي في كأس العالم للأندية، وجد البيئة المناسبة التي يحبها لاعبوه المجربون للمستوى العالي لكرة القدم، وأخرجوا فيها كل ملكاتهم في اللعب الجماعي والقوة الذهنية والشخصية فوق رقعة الملعب، عكس مردودهم في دوري “روشن” الذي يتأثرون فيه بالمستوى التقني العام، وأيضا لطبيعة الخصوم والطابع “الإحتفالي” للبطولة السعودية التي أصبح يأتي إليها نجوم الكرة في العالم وفي خلفية تفكيرهم أن سيلعبون الكرة في إطار مشروع كبير للدولة يستهدف تغيير صورة النظام في الخارج لا أقل ولا أكثر.
مونديال الأندية سيفيد كثيرا القائمين على مشروع دوري روشن السعودي، بحيث أن المستوى الهائل التي يقدمه الهلال أمام الأندية التقليدية في العالم، سيغير بشكل كبير من الأحكام التي تقول بعبثية صرف الأموال على نجوم الكرة بغير طائل، وسيقتنع الكثيرون أن السعودية بصدد التوفر على أندية مهيكلة ومنتجة وعلى درجة عالية من التنظيم الإحترافي والمستوى العالي لكرة القدم.