نوال المتوكل: تنظيم “كان” السيدات بالمغرب لحظة مفصلية في تاريخ الرياضة النسائية

قالت نوال المتوكل، البطلة الأولمبية المغربية السابقة ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، إن تنظيم المغرب لكأس أمم إفريقيا للسيدات يمثل لحظة تاريخية تعكس ما وصفته بـ”التحول العميق” الذي تعرفه الرياضة النسائية بالقارة، مؤكدة أن هذه التظاهرة تشكل مصدر اعتزاز شخصي ووطني، وتجسد رؤية ملكية واضحة تؤمن بكفاءة المرأة وتمنحها المساحة لتتألق في ميادين كانت حكرًا على الرجال.
وفي حديث خصت به الموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أوضحت المتوكل أن رؤية الملك محمد السادس لتمكين النساء لم تظل حبيسة الخطابات، بل تُرجمت على أرض الواقع من خلال برامج وهيكلة ودعم متواصل، مشيرة إلى أن تنظيم بطولة قارية بهذا الحجم فوق التراب المغربي هو رسالة قوية للعالم بأن المغرب يؤمن بالمساواة ويجسدها بالأفعال.
واستحضرت المتوكل ذكريات تتويجها الذهبي التاريخي في أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984، عندما أصبحت أول امرأة عربية وإفريقية ومسلمة تفوز بميدالية ذهبية في سباق 400 متر حواجز، واعتبرت أن تلك اللحظة لم تكن مجرد إنجاز رياضي، بل بداية مسار رمزي لمنح الأمل والإلهام لجيل كامل من النساء.
وقالت: “كان انتصاري بمثابة زلزال إيجابي… ومنذ ذلك اليوم، لم أعد أركض وحدي، بل باسم كل فتاة تحلم بكسر الحواجز”.
وكشفت المتوكل أن عشقها للرياضة بدأ من ملاعب كرة القدم، قبل أن تتجه إلى ألعاب القوى، مضيفة أنها تحتفظ بعلاقة وجدانية خاصة مع الكرة المستديرة، وهو ما يجعلها تشعر بسعادة غامرة لرؤية “لبؤات الأطلس” ينافس في بطولة قارية أمام جمهور مغربي، مؤكدة أنها ستكون حاضرة في المدرجات لمساندة الفريق الوطني، الذي وصفته بأنه “أصبح رمزًا للجرأة والتحدي”.
وأشادت المتوكل بالتطور الكبير الذي شهدته الكرة النسائية المغربية خلال السنوات الأخيرة، معتبرة أن ما تحقق هو ثمرة عمل ممنهج تقوده الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تحت إشراف الرئيس فوزي لقجع، الذي اعتبرته نموذجًا في الرؤية الاستراتيجية والتدبير الناجع، مضيفة: “لقد رأينا كيف أن دعمًا مؤسساتيًا صادقًا يمكن أن يغيّر الواقع… والنتائج تتحدث عن نفسها”.
وعن دلالات البطولة القارية التي يستضيفها المغرب، قالت المتوكل إنها تراهن على أن تتجاوز هذه النسخة مجرد منافسة رياضية، لتكون منصة لإعادة تشكيل التصورات الاجتماعية عن النساء في إفريقيا، وفتح الآفاق أمام الفتيات لتطوير طموحات رياضية احترافية، مضيفة: “كل فتاة تتابع مباريات هذه البطولة يجب أن تدرك أن الحلم مشروع… وأنها وُلدت فائزة، كما يقول شعار الدورة”.
وفي ختام حديثها، وجهت نوال المتوكل رسالة إلى القارة حيث قالت “آمنوا ببناتكم، وادعموهن واحتفلوا بهن ورافقوهن نحو القمة، لأن نجاحهن هو نجاح القارة كلها”.