story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بعد 4 أيام من التصعيد.. إلى أين تتجه الحرب الإسرائيلية- الإيرانية؟

ص ص

تتواصل الحرب الإسرائيلية الإيرانية لليوم الخامس، منذ أن شنت تل أبيب هجوماً واسعاً على طهران فجر الجمعة 12 يونيو 2025، وبداية الرد الإيراني مساء اليوم نفسه. ولا تزال إيران تستهدف إسرائيل بمئات المسيّرات والصواريخ.

وفي يوم الإثنين 16 يونيو 2025، استهدفت إسرائيل استوديوهات التلفزيون الإيراني خلال بث مباشر، ما أسفر عن مقتل عدد من الموظفين. ومن جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن العمليات العسكرية ضد إسرائيل ستستمر فجر الثلاثاء.

أمام هذا التصعيد يطرح التساؤل عن السيناريوهات المحتملة لمآلات هذا الصراع، في وقت تترقب فيه عواصم إقليمية ودولية وقف الحرب، معربة عن قلقها من اتساع رقعتها في الشرق الأوسط.

قدرة الصمود

في هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، عبد العالي حامي الدين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن سيناريوهات الحرب الجارية تتوقف على مدى قدرة إيران على الصمود من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية، وقدرتها على الاستمرار في ردع العدوان الإسرائيلي بواسطة سلاح الصواريخ البالستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة.

هذا بالإضافة إلى مدى تحقيق الفعالية العسكرية المطلوبة بإصابة أهداف عسكرية ولوجيستية موجعة ومؤثرة وقادرة على تعطيل المنشآت الحيوية، والوصول إلى التأثير في الحياة اليومية للإسرائيليين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يطرح سؤال الجدوى من الهجوم الإسرائيلي على إيران، ويشعل النقاش داخل الجبهة الداخلية لدولة الاحتلال، ويحول الضغط على نتنياهو بشكل كبير.

كما يتوقف -في المقابل- على مدى قدرة إسرائيل على تحمل كلفة الرد الإيراني، وضمان الأمن لمواطنيها، خصوصا بحسب حامي الدين “إذا طال أمد هذا التصعيد العسكري، ونجحت إيران في ضمان وثيرة الهجوم الصاروخي لمدة طويلة، مع ضمان فعاليته وتحقيقه لأهدافه بشكل تصاعدي”، وهو ما لا يستطيع أن يتحمله النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الإسرائيلي، الذي يراقب عجز قادته عن تحقيق أهدافهم العسكرية بما فيها الأهداف التي رسمت من أجل القضاء على حماس وتحرير الرهائن في أنفاق غزة بواسطة القوة.

التدخل الأمريكي

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الموقف الأمريكي ومدى استعداد الرئيس دونالد ترامب لاتخاذ قرار التدخل المباشر في الحرب على إيران، يعد أيضاً من محددات سيناريوهات الحرب، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة “شاركت بشكل أو بآخر في العدوان الذي شنه سلاح الجو الإسرائيلي ضد إيران فجر الجمعة المنصرم”.

وأوضح أنها كانت تأمل من ورائه تحقيق ضربة خاطفة ومؤثرة بما يحقق هدفها المرحلي المتمثل في إضعاف المفاوض الإيراني حول الاتفاق النووي، بدون تحمل كلفة استمرار أمد الحرب وتحمل تداعياتها، ودون السقوط في أجندة نتنياهو المتمثلة في توسيع نطاق الحرب بما يحقق تلاحم الجبهة الداخلية”، ويورط واشنطن في حرب طويلة إلى جانب إسرائيل، يضيف المتحدث.

ومن المحددات كذلك عدم التدخل الأمريكي في الحرب يتبعه “فشل العدوان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة المتمثلة في تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، وإسقاط النظام السياسي في إيران”، وهو ما يقابله نجاح على مستوى القيادة العسكرية والسياسية في إيران في حماية برنامجها النووي من جهة، وضمان استقرار النظام السياسي، فضلاً عن “استغلال هذا العدوان لتجديد شرعيته كما يبدو إلى حدود الساعة”.

ثلاث سيناريوهات

وذكر أستاذ العلوم السياسية أن هناك تداعيات اقتصادية عالمية لاستمرار الحرب، خصوصاُ في حال تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه إذا أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، واتسع نطاق الحرب، “وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع صاروخي في أسعار النفط والغاز”، بناء على التفاعلات الجدلية بين العناصر السابقة، يمكن الحديث عن ثلاث سيناريوهات.

أما الأول فيتعلق بتوازن الردع، وهو المتمثل في توقف الحرب، بحسب حامي الدين، بدون أن تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة بشكل واضح وجلي، مع تسجيل توازن نسبي في الخسائر لدى الطرفين.

في حين يذهب السيناريو الثاني إلى حرب طويلة الأمد، ما يعني استمرار الحرب واتساع نطاقها، بدخول لاعبين دوليين من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل، وباكستان التي أعلنت أنها تقف إلى جانب إيران.

ويعتبر حامي الدين أن هذا السيناريو ستكون له “نتائج خطيرة ومدمرة خصوصاً بالنسبة لإسرائيل التي لم تعرف في تاريخها حرباً لمدة سنتين بدون توقف، وهو ما تعيشه حالياً”.

كما أن هناك احتمال، يضيف المتحدث “تضرر دول الخليج التي تحتضن أهدافاً عسكرية أمريكية، ستكون في بؤرة الاستهداف الإيراني إذا تدخلت واشنطن”. إلا إذا جرى الاتفاق الضمني على قواعد اشتباك معينة، “وهو أمر مستبعد في حالة الحرب المفتوحة”.

ويتمثل السيناريو الثالث في تدمير البرنامج النووي الإيراني، وضرب الاقتصاد الإيراني، بحسب المحلل السياسي، كما قد يذهب إلى إسقاط النظام الحالي، أو إضعافه على الأقل، وهو ما سينتج عنه تحولات إقليمية كبيرة، بامتدادات ملموسة على صعيد النظام الدولي، “بما ينهي الدور الإيراني ويعزز مكانة إسرائيل على المستوى الإقليمي، والمزيد من الهيمنة الأمريكية”.

هذا السيناريو يبدو مستبعداً، في اعتقاد حامي الدين، خاصة بعدما فشلت إسرائيل والولايات المتحدة في تحقيق أهداف الضربة الخاطفة التي جرت يوم الجمعة الماضي، بينما نجحت إيران في استعادة هيبة الردع. وهو ما يجعل السيناريو المتمثل في توازن الردع الأقرب إلى التحليل الواقعي للمعطيات المتوفرة، مع تفوق نسبي لإيران، بحسب حامي الدين، بعدما نجحت في اختبار قدراتها الردعية، “ما يعزز مكانتها الإقليمية وموقعها التفاوضي على برنامجها النووي”.

كما من شأن هذا السيناريو أن يكرس “عزلة إسرائيل على الصعيد الدولي، خصوصاً بعد جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية الموثقة ضدها في عدوانها على غزة والتي تتابع بموجبها أمام محكمة العدل الدولية وأمام المحكمة الجنائية الدولية”.