story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

كريستيانو عند الوداديين !

ص ص

لا يمكن أن نتخيل أن مؤسسة إعلامية عملاقة مثل التي تصدر الصحيفة الرياضية الإسبانية الشهيرة “ماركا”، بجيش صحفييها الذين يبلغون 251 فردا، وبملايين قرائها المنتشرين حول العالم، وبمداخليها التي تفوق 50 مليون أورو سنويا، قد تستفيق هيأة تحريرها في يوم من أيام الله، وتنشر من العدم خبرا حول اهتمام نادٍ ما، بلاعب ما، “غير هكذاك”، ودون أن يكون لديها ما يثبت ذلك.

مِهنيا خبر اهتمام الوداد البيضاوي بضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في كأس العالم للأندية صحيح مائة بالمائة، ولا يمكن اتهام الصحيفة الإسبانية ب”التخربيق” ونشر الأكاذيب.. صحيح أن الجميع “ما دخلاتش ليه للراس”، نظرا لأن الأرقام المالية الفلكية التي يتقاضاها رونالدو سنويا مع النصر السعودي، قد تكون هي مجموع ميزانية الوداد خلال خمس أو ست سنوات، وأن مجرد الحديث عن إمكانيات النادي البيضاوي مع قيمة رونالدو هو نوع من الأحلام السوريالية المستحيلة.. ولكن إذا عُرفت بعض تفاصيل الخبر يمكن أن نفهم الكثير من الأشياء في الموضوع.

كل ما في الأمر، وحسب معطيات موثوقة توصلتُ بها من مصدر لا يرقى إليه الشك، ففكرة تسويق مشاركة الوداد في كأس العالم للأندية انطلقت من الدار البيضاء، وصاحبها شخصية “ودادية” ترتبط بعلاقات واسعة في أوساط كرة القدم الإسبانية، فكان أن أوصل لصديقه كريستيانو رونالدو ولوكيل أعماله ريكي ريغوفي -بعد أخذ الضوء الأخضر من أيت مناـ اهتمام الوداد به ليكون حاضرا مع فريقها في الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن الأمر لم يكن رسميا وبقي في إطار “المزاح” بين الأصدقاء، فإن الأمر وصل إلى صحيفة “ماركا” بطريقة ما، فما كان منها إلا أن نشرت الخبر تحت توقيع نائب رئيس التحرير خوصي فيليكس دياز الصديق المقرب من النجم البرتغالي منذ أن كان يلعب في صفوف ريال مدريد.. طبعا بعد أن تأكدت من وجود هذا “الإهتمام” من المعني بالأمر أو من وكيل أعماله.

واضح أن ترويج اهتمام الوداد بضم نجم أسطوري، في واحدة من كبريات الصحف الرياضية العالمية، هي عملية مقصودة ومدبرة، وهدفها واحد، وهو استغلال حدث ضخم على مستوى الأندية، لتسويق إسم النادي البيضاوي، ومحاولة جلب مستشهرين وازنين يغريهم هذا الإهتمام الإعلامي العالمي بالنادي المغربي بعد خبر “ماركا”.. وبالتالي الإستفادة من إبرام عقود إشهارية تمتد إلى ما بعد العودة من المونديال.

أسلوب تسريب أخبار اهتمام الأندية باللاعبين، أو تفاصيل المفاوضات مع المدربين، بهدف “خلق الرواج”، أصبح شائعا في عالم التسويق ودوران العجلة الإقتصادية لكرة القدم، إذ نجد في الغالب عرابي هذا الأسلوب من وكلاء اللاعبين والسماسرة الكبار، وبعض الصحفيين المتخصصين في أخبار الإنتقالات.. وخبر اهتمام الوداد بكريستيانو رونالدو ببساطة يدخل في هذا الباب.

هي على العموم فكرة جيدة وذكية، وضربة معلم في الجانب التسويقي، ولكن السؤال المطروح دائما يبقى هو هل لدى الوداد كنادي، الهيكلة الإحترافية اللازمة التي تتناسب مع هذه الطرق الذكية في التسويق؟ وهل لدى مكتبها المديري ما يكفي من الحكامة وحسن التدبير لوضع كل “فرنك” في مكانه الصحيح إذا ما فتح مونديال الأندية مغارة “علي بابا” في وجه الوداد؟ وهل هناك أصلا مشروعٌ مستقبلي واضح لدى النادي، يتحول من خلاله في يوم من الأيام إلى شبيه -ولو قليلا- للأندية العملاقة التي سيواجهها برسم كأس العالم للأندية؟

لا أعتقد ذلك.. والأسباب بادية للعيان في كيفية تسيير الوداد.