story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

نيويورك تايمز: الاهتمام الصيني بالمغرب يهدد برفع الرسوم الأمريكية تجاه الرباط

ص ص

في ظل استمرار وتيرة الاستثمارات الصينية بالمغرب، رسمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إحدى السيناريوهات الممكنة لهذه الشراكة، مبرزة أن إدارة ترامب قد تتجه إلى ممارسة الضغط على المغرب من خلال التهديد بفرض رسوم جمركية أعلى، وذلك لإجباره على اتخاذ موقف مؤيد للولايات المتحدة، خاصة في ظل حربها التجارية المستمرة مع الصين.

وأوضح مقال الصحيفة الأمريكية أن وتيرة استثمار الشركات الصينية العاملة في مجال الطاقة والسيارات الكهربائية والبطاريات بالمغرب عرفت “نمواً هائلاً”، حيث تشير إحدى التقديرات إلى توجيه ما قيمته 10 مليارات دولار لهذا القطاع، مضيفاً أن عشرات الشركات الصينية العاملة في صناعة السيارات قامت بتأسيس مقرات لها في المغرب، بما في ذلك شركة “غوشن هاي-تيك” المتخصصة في تصنيع البطاريات.

وفي تفسيره لهذا الاهتمام الصيني بالمغرب، أبرزت “نيويورك تايمز” أن المملكة شكلت نقطة وصل في نظام تجاري عالمي يعيد تشكيل نفسه وسط مسار مليء بالرسوم الجمركية المرتفعة والقيود التجارية والصراعات الجيوسياسية، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة التي تربط المغرب بالعديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

في المقابل، ورغم هذا التوجه نحو المغرب والذي اكتسب زخماً أكبر خلال السنوات الماضية، أشار التقرير إلى أن رسوم ترامب الجديدة “سحبت الأرضية” من تحت النظام التجاري العالمي، مما دفع الصين إلى الالتفاف على الرسوم الأمريكية والأوروبية، بما في ذلك توطين استثماراتها في المغرب.

وأضاف المصدر ذاته نقلاً عن أحد الخبراء أنه “بالنسبة لشركات صناعة السيارات الصينية، يمكن أن يلعب المغرب الآن الدور نفسه لأوروبا الذي لعبته المكسيك للمصنعين الذين سعوا للتحايل على الرسوم الجمركية الأميركية”.

في المقابل، أبرز أن تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وكذلك بين الصين وأوروبا، خلق وضعاً صعباً ومتوازناً للمغرب، حيث لا تتماشى المصالح الاقتصادية والجيوسياسية دائماً، خاصة بعد رفع واشنطن الرسوم الجمركية على الصين لتصل إلى 145 بالمئة.

في هذا السياق، أبرز أن إدارة ترامب قد تقرر ممارسة الضغط على المغرب، غير مستبعد أن تتجه الإدارة الأمريكية إلى التهديد من خلال فرض رسوم جمركية أعلى لإجباره على اتخاذ موقف “إما معنا أو ضدنا”.

وقال الخبير: “المغرب يرى في الصين شريكًا رئيسيًا”، لكنه “يدرك الخطر” المتمثل في أن ترامب قد يتخذ إجراءات صارمة ضد الدول التي تتاجر مع الصين.

وتابع أن استمرار الإنتاج الصيني في التوسع قد يلفت انتباه إدارة ترامب. ففي يناير، بدأت شركة صينية لصناعة مكونات البطاريات في إنتاج قطع في إطار مشروع مشترك جديد في الجرف الأصفر، بالقرب من الميناء التجاري بالمدينة، وذلك كجزء من صفقة بقيمة 2 مليار دولار تم توقيعها في عام 2023.

وخلص الخبير إلى أن المغرب اتبع “استراتيجية التحوط منذ فترة طويلة” بين الولايات المتحدة والصين. وأضاف: “لقد أظهرت إدارة بايدن بعض التسامح تجاه الاستثمارات الصينية”. لكن إذا ضاق هامش المناورة هذا في ظل إدارة ترامب، “أعتقد أنهم سيُبدون المزيد من الحذر”.

*الاحبابي سناء – صحافية متدربة