موتسيبي: المغرب بيت الأفارقة وركيزة الكرة القارية

أكد باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أن المغرب يلعب دورًا محوريًا في تطوير كرة القدم داخل القاعة على مستوى القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن المملكة كانت وستظل أحد الركائز الأساسية في دعم هذه الرياضة.

وأعرب موتسيبي، في تصريحاته عقب وصوله إلى المغرب لحضور نهائي ” كان” فوتسال السيدات، عن فخره الكبير بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في دعم وتطوير كرة القدم الأفريقية، مشددًا على أن المملكة أضحت “وطنًا لكل الأفارقة” ومحورًا أساسيًا في مسار نهضة الكرة بالقارة السمراء.

وقال “أنا سعيد لوجودي في المغرب، أشعر وكأنني في بيتي، فالمغرب هو بيت لكل أبناء قارتنا ولكل أفراد الجالية في المهجر ولكل من يعشق كرة القدم، لأننا جميعًا نعمل من أجل إنجاح كأس أمم إفريقيا”.

وأكد موتسيبي أن زيارته هذه للمغرب تحمل طابعًا خاصًا، إذ يرافقه لأول مرة نائبه الأول، فوزي لقجع، الذي اختاره من بين خمسة نواب مقترحين بناءً على كفاءته وتجربته وسجله الحافل، إضافة إلى ما أبداه من حب لكرة القدم ولشعوب القارة، وعلى وجه الخصوص للمغاربة.

وقال: “كان هناك العديد ممن رغبوا في أن يكونوا نوابًا للرئيس، لكنني فضلت اختيار الأفضل، من حيث الكفاءة والإنجازات، ومن حيث المحبة الحقيقية لكرة القدم ولشعوب إفريقيا، وخاصة لشعب المغرب. لذلك، أتوجه بالشكر للمغاربة، ولجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على منحه لنا هذا القائد الاستثنائي”.

وأشار رئيس “الكاف” إلى أن من مهام النائب الأول للرئيس أنه يتحمل مسؤولية القيادة في حال حدوث أي طارئ، وهو ما يبرز أهمية اختياره بعناية كبيرة.

وأوضح المتحدث أن اختياره حظي بموافقة ودعم رؤساء الاتحادات الـ54 الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، قائلاً: “لدي ثقة مطلقة في هذا الاختيار، والرؤساء جميعًا يشاركونني هذا الرأي”.

وفي سياق حديثه عن نهائي فوتسال-السيدات، قال موتسيبي: “أنا هنا من أجل نهائي كرة القدم داخل القاعة، وأنا متحمس جدًا لهذا اليوم الاستثنائي”، مؤكدًا أن تطور الكرة في القارة لا يمكن أن يتحقق من دون شراكة حقيقية بين الحكومات واتحادات كرة القدم الوطنية، وهو ما تجسده المملكة المغربية.

وأضاف: “لا يمكننا تطوير كرة القدم وتحقيق إمكانات شعوبنا من دون تعاون وثيق بين القيادة الكروية والحكومات، ومن دون شراكة مع جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، ومع حكومة وشعب المغرب”.

كما عبر عن اعتزازه بالجماهير المغربية، قائلاً: “عندما أدخل إلى الملاعب هنا، أرى آلاف المشجعين المتحمسين الذين يحبون مسابقاتنا، وهذا يجعلني أشعر بالفخر”.

وتابع: “أنا هنا من أجل كرة القدم، وأنا متحمس، وكرئيس للكاف، أتمنى أن يفوز الأفضل”.

وأعرب موتسيبي أيضًا عن فخره الكبير باستضافة المغرب للنسخة المقبلة من كأس أمم أفريقيا للسيدات، معتبرًا أنها ستكون “ناجحة إلى أقصى حد”، مبديا في نفس الوقت سعادته بتأهل المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة إلى كأس العالم، واصفًا هذه المرحلة بأنها “بداية عصر جديد في كرة القدم الأفريقية”.

واستطرد أنه “من خلال كرة القدم، نقرّب بين شعوبنا، نوحّد بين أبناء المغرب وأبناء باقي بلدان القارة. أفضل ما يمكن أن نعلمه لأطفالنا من خلال كرة القدم هو أن يتعاونوا، أن يتحدوا، مهما اختلفت أصولهم أو أعراقهم أو أديانهم، فنحن جميعًا أبناء الله، وما يريده الله هو أن نكون معًا”.

وختم موتسيبي حديثه بالتأكيد على أن أنظاره تتجه إلى حدثين كبيرين سيحتضنهما المغرب قريبًا: كأس أمم إفريقيا للسيدات، وكأس أمم إفريقيا للرجال في دجنبر المقبل، التي وصفها بأنها “أضخم بطولة في تاريخ كرة القدم الأفريقية”، مؤكدًا أنها ستكون “أفضل احتفال كروي في القارة ولأجل كل أبناء الشتات الأفريقي”.

وكان موتسيبي قد وصل إلى المغرب، صباح الأربعاء 30 أبريل 2025، حيث كان في استقباله فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومن المنتظر أن يحضر مباراة النهائي بين المنتخب الوطني المغربي ومنتخب تنزانيا، المقررة ذات اليوم، انطلاقا من الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المغرب، في القاعة المغطاة التابعة للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط.