انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال.. مجموعة سايبر روسية تعلن استهداف دول في الناتو

أعلنت مجموعة سايبر روسية مسؤوليتها عن انقطاع الكهرباء، الذي وقع يوم الإثنين 28 أبريل 2025، في كل من إسبانيا والبرتغال، وأسفر، وسط ظلام دامس وتعطل في مظاهر الحياة العامة، عن حالة من الهلع والارتباك على المستويين الشعبي والرسمي.
وقالت المجموعة التي تُطلق على نفسها اسم “العاصفة الظلامية”، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “اليوم، نجحنا مع فريق noname057 في قطع الكهرباء عن بعض دول الناتو.”
من جانبه، صرح مكتب الأمن السيبراني الوطني في إسبانيا بأنه جمع أدلة تشير إلى أن انقطاع التيار الكهربائي قد يكون ناتجًا عن هجوم إلكتروني، إلا أن المسؤولين في البرتغال والاتحاد الأوروبي نفوا هذا الادعاء.
كما أعلن رئيس الحكومة الإقليمية في الأندلس أنه لا يستبعد وقوع هجوم إلكتروني، داعيًا المواطنين إلى توخّي الحذر، غير أن هذا الاحتمال تم دحضه من قبل عدة مسؤولين، من بينهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو، وأنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي.
وشدد المركز الوطني للأمن السيبراني في البرتغال، في بيان، على أنه لا توجد أي مؤشرات على أن الانقطاع ناجم عن هجوم إلكتروني.
من جهته، افترض تاكو إنجيلار، المدير الإداري في شركة نيرا المتخصصة في البنية التحتية للطاقة، أن الترابط بين الشبكات الوطنية يعني أن أي خلل أو هجوم قد يؤدي إلى نفس النتيجة النهائية. وقال: “فشل الشبكة على نطاق واسع أمر نادر للغاية، وقد يكون ناجما عن عدد من الأسباب، مثل خلل مادي في البنية التحتية، أو هجوم إلكتروني منسق، أو اختلال كبير بين الطلب والعرض يدفع النظام إلى حافة الانهيار.”
وأضاف أنه “في حال وجود خلل في النظام، فإن الترابط بين الشبكات الإقليمية والوطنية قد يؤدي إلى انقطاعات واسعة النطاق، كما حدث اليوم (الإثنين). وينطبق الأمر نفسه على الهجمات الإلكترونية، إذ إن العديد من هذه الأنظمة مترابطة وتتشارك في الأصول، ما يعني أن إسقاط نظام واحد قد يؤدي إلى تعطّل أنظمة أخرى مرتبطة به.”
وقد أدى هذا الانقطاع الكبير إلى حرمان ملايين الأشخاص في إسبانيا والبرتغال من الكهرباء، قرابة منتصف النهار بالتوقيت المحلي، فيما تضررت أجزاء من فرنسا لفترة وجيزة.
وأعلنت إسبانيا حالة الطوارئ، إثر تعطل القطارات المحلية والعابرة للحدود، إلى جانب توقف إشارات المرور، ما تسبب في حالة من الفوضى على الطرقات.
كما شهدت مطارات إسبانيا والبرتغال تأخيرات كبيرة، في ظل تأثر شبكات الهاتف المحمول، وتعليق مباريات بطولة مدريد المفتوحة للتنس.
وعلى الرغم من عودة الكهرباء إلى البلدين، لا تزال خدمات النقل تعاني من الفوضى، إذ أعلنت شركات القطارات والطيران استمرار تأخير الرحلات.
وقال الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز إن التيار الكهربائي استُعيد في عدد من المناطق شمال وجنوب شبه الجزيرة، بفضل شبكات الربط الكهربائي مع المغرب وفرنسا، موجّهًا شكره إلى الدولتين على تضامنهما في هذه اللحظة الحرجة.
وقد استفادت إسبانيا من الربط الكهربائي مع المغرب لاستعادة التيار في عدة مناطق، حيث ترتبط الدولتان عبر خطين بحريَّيْن بجهد 400 كيلوفولت.